محمود الهاشمي
ان سلسلة المخططات التي نفذتها قوى الشر على العراق بدأت منذ احتلال العراق ،وحين ادركت ان العراقيين لن يرضخوا للضيم والاحتلال وقاتلوهم حتى اخرجوهم مذلين مهانين ،جلبوا غربان الشر من مختلف دول العالم ووفروا لهم سبل الوصول الى ارض العراق عام 2014 تحت مسمى (الدواعش) فاستباحوا الارض والعرض والمال والارواح لتكون المنازلة الكبرى يوم جاءت الفتوى من المرجعية الرشيدة وتناخى الرجال واصطفوا كالبنيان المرصوص وجعلوهم شتاتا بين مقتول واسير وقد ضاقت عليهم الارض بما وسعت ليطهروا الارض من دنسهم وذلك وعد الله .
ان القرار الاميركي باغتيال (ابطال النصر ) جاء رده سريعا (اخراج القوات الاجنبية من العراق ) وتشكلت فصائل جديدة للمقاومة تلاحق تواجد القوات الاجنبية اينما حطوا وكانوا حتى فقدوا صوابهم وراحوا يتوسلون اطالة امد وجودهم ولو لساعة .
استطاعت الادارة الاميركية وبالتنسيق مع سفارتها وقنصلياتها وعملائها ان تصنع (تشرينا ) اميركيا يوم غفلت العيون عنهم وفتية العراق يرابطون على السواتر دفاعا عن شرف الامة وسيادتها ،فاشعلوا الشارع وحرقوا المدن واشاعوا التجاوز على قيم الدين وعلى مؤسسات الدولة والاملاك العامة والخاصة ليقيلوا حكومة عبد المهدي ويأتوا بحكومة وفق مقاساتهم ،وبستغلون انشغال الاحزاب المقاومة بالمنازلة مع الارهاب والصهيونية ومؤامراتها ،وان يفرضوا الانتخابات المبكرة وقانونا جديدا للانتخابات وتغييرا شاملا للمفوضية والمحكمة الاتحادية وان يخططوا لنتائج الانتخابات بالتعاون مع 2000 مراقب دولي من الامم المتحدة تقودهم (بلاسخارت )
وجهات اخرى ،وكما قال الحاج العامري (نتائج مفبركة) اي انها معدة مسبقا ،كانت الحصة الكبرى فيها لاعداء الحشد الشعبي والمقاومة.
ان من خطط للنتائج دقيق جدا وعن وعي ودراسة ،بحيث منح التيار رقما يمكن له فيه ان يذهب لوحده مع ايٍ من الاكراد او السنة ويكون الكتلة الاكبر ،مثلما سد الطريق على الكتل المقاومة عبر منحها ارقاما ضعيفة لتظهر امام الشعب وامام العالم بان ألشعب لايرغبها ،وهذا ما اكده سفير اميركا السابق في بغداد (سليميان) واعلان سعادته الكبيرة بالنتائج باعتبار ان العراقيين لم ينتصروا للمقاومة ،وكذلك اعلن مثل ذلك رئيس وزراء اسرائيل !
نتائج الانتخابات الاخيرة مخطط يشبه جدا (مخطط تشرين ) ويشبه مخطط داعش من قبل ،حيث اعد لاثارة (فتنة) !
صحيح ان الكتل (المناصرة للحشد ) لم تقدم الكثير لجمهورها من ناحية الخدمات ،وقد توزع الفساد الاداري والمالي على جميع الكتل
وربما كان ذلك سببا في العزوف عن المشاركة في وقت حشد الاخر قواه بشكل فاعل فنال مناه .
ان الجهات التي خططت ليوم الانتخابات قد استغلت انشغال ابنائنا في البعد العسكري فاسرائيل تصول وتجول في اربيل وتنعقد فيها
المؤتمرات الداعية للتطبيع ،والقوات التركية تدخل 150 كيلو في اراضي الشمال وبسبعة الاف عسكري ومئات الاليات مع قواعد ومطارات ومعارك ،في ذات الوقت فان الولايات المتحدة تدخل زرافات من الدواعش عن طريق الحدود السورية إلى الاراضي العراقية وتوفر لهم فرص العمليات الارهابية على قطعاتنا العسكرية وخاصة بالمناطق القريبة من حزام بغداد وذلك لاشغال الراي العام عن اي مخطط اتجاه الانتخابات .
لم تستفد الكتل المناهضة للتواجد الاميركي من هزيمة اسرائيل في معركة (سيف القدس ) ومن هزيمة اميركا في افغانستان وسحب قواعدها من قطر وجزء من قواتها بالعراق باتجاه الكويت وكذلك بطاريات الباتريوت من خمس دول بينها العراق ،انما ابقت اعلامها بعيدا عن التركيز والتنظيم ،فيما لم تتحرك باتجاه انصارها بقدر استخدام ذات الادوات القديمة بالاتجاه الى العشيرة والاقارب ،فيما فشلت ايضا بالتعاون مع القانون الانتخابي الحديد .
التدخلات الدولية هذه المرة فاقت اي تدخلات سابقة ،فاذا كانت انتخابات 2018 قد شهدت خروقات وتجاوزات من التيار ومن اعضاء المفوضية فان الانتخابات المبكرة اعتمدت (الضبط الخارجي ) حيث ارسلت المفوضية العليا للانتخابات ثلاث رسائل الى
مجلس الامن لمراقبة الانتخابات والبت بشرعيتها وعدم شرعيتها فيما تضاعف عدد موظفي الامم المتحدة خمس مرات عن الانتخابات السابقة وكذلك مشاركة واسعة للاتحاد الاوربي والجامعة العربية ومنظمات اخرى ليصل العدد لاكثر من الفي مراقب اجنبي .
استسلمت الكتل المناصرة للمقاومة لضغوط (حراك تشرين ) عام 2019 حيث تم فرض موعد انتخابات مبكرة وقانون انتخابي جديد واستقالة حكومة عبد المهدي ومجيء حكومة الكاظمي وتغيير موظفي المفوضية العليا والمحكمة الاتحادية ليبدو كل شيء جاهزا لنتائج انتخابات (معدة ) مسبقا بعد فرض شركات اجنبية واماراتية في التجهيز والاستلام .
الخروقات والتجاوزات والتزوير في هذه الانتخابات (المبكرة )فاق جميع الدورات السابقة والمشاركة الدولية كانت تديرها بمهارة سواء بالداخل او عبر (التقنية )وانتهوا الى نتائج اشبه ماتكون ب(الفتنة) !
فان وافقت الكتل السنية والكوردية الائتلاف مع التيار فهذا يعني شبه استقلال للمناطق الغربية والشمالية وسيكون التيار حاكما على المناطق الشيعية فقط .
اذا ما اجتمعت الكتل المخالفة للتيار بالائتلاف مع بعضها (دولة القانون الفتح ،،،الخ) ثم الائتلاف التقليدي مع الاكراد والسنة فسيكون التيار عنصرا مناهضا لهذا التشكيل في جغرافيا الشيعة ايضا ويرتفع منسوب الخلاف الى حرب اهلية !!
المجتمع العراقي يعيش ازمة نفسية صعبة ،حيث يصعب تفهم ان يقود التيار البلد في ظل تجربته الطويلة معهم سواء في ادارة الحكم او السلوك العام ، وسوف يتدخلون بالصغيرة والكبيرة سواء بين صفوف المجتمع او مفاصل الدولة وينتقمون من جميع خصومهم !
اذا إئتلفت الكتل الشيعية مع التيار وشكلوا الرقم المناسب وتوزعت المناصب وفق المبدأ السابق سواء في المناصب الرئاسية او الحكومية فنكون قد عدنا ل(ذات الطاسة والحمام ) !! وسيعود التقاسم والشراكة بالويل على الشعب الذي ملّ من الفساد والمفسدين .
اسرائيل سعيدة بنتائج الانتخابات وامريكا ودول الخليج ايضا ،وركزوا في اعلامهم (وداعا الحشد الشعبي )! الايرانيون لم يعلقوا على نتائج الانتخابات انما اعتبروا ذلك امر يخص العراقيين .
اميركا تراهن على امرين قبل انسحابها الاول نصادم الشيعة فيما بينهم واوراق هذه المحرقة جاهزة بين فائز خطابه واضح بحل الحشد او دمجه وبين الترحيب بكل السفارات والوقوف ضد (المقاومة ) وبين خاسر يرى ان نتائج هذه الانتخابات كتبت في لوح اميركا قبل بدئها وبخط (بلاسخارت) !
قد يتأخر تشكيل الحكومة وفي هذا فرصة لحكومة الكاظمي ان تصدر اخطر
القرارات ولصانعي حكومة الكاظمي ان
يضغطوا على حكومة الكاظمي ان تحاصر خصومهم حتى على اقل المناصب وربما على اماكن مكاتبهم .
التظاهرات التي خرجت في مناطق عديدة من العراق ليست بطرا وانما شعور المواطن بان حقه قد بخس وصوته سرق ،اما مديات استمرارها ،فاعتقد سوف تتواصل وسيتكاثر العدد في ظل قيادة المقاومة وتوجيهها .
قد تبدو التظاهرات غير منطمة ولكن تواصلها مهم لانها ستفرز اسماء وعناوين لها تأثير في مستقبل العملية السياسية والامنية ،وسوف تتم عملية تواصل بين المحافظات .
القوات الامنية سوف لن ترتكب اي خطأ اتجاه المتظاهرين لانهم ايضا سرقت اصواتهم ،وهم معلومو التوجه والولاء ،وان هيمنة التيار تعني مزاحمة عملهم بجيش مواز عكس المالكي الذي لايميل الى الجيوش الموازية .
رسالة الحزب الديمقراطي وصلت اليوم بانه اقرب الى (التيار الصدري ) وان لم يتفاهموا واعتقد ان الضغط الاميركي سيدفع بذلك لسببين الاول ان الديمقراطي لايستطيع ان يرد لاميركا طلبا والثاني ان الديمقراطي نفسه يرى في ان التيار سيدخل الفوضى بالجنوب والوسط ،وبذا سيكون الطريق بالنسبة للديمقراطي سالكا نحو (شبه الاستقلال ).
تفرد التيار بادارة مناطق الوسط والجنوب ستصطدم بارادة الاحزاب الشيعية (الخاسرة ) والمنزعجة من تزوير الانتخابات ،مدعومة بغطاء اعلامي كبير ،ويقع بين مشكلتين بين مطالب الجمهور الذي انتخب او لم ينتخب وينتظر (الاصلاح ) وبين الصراع مع الاحزاب الشيعية المناصرة للمقاومة والحشد ومعهم جمهورهم .
لاشك هناك تحريض سيتحرك مباشرة من قبل الاعلام الخليجي نحو حرب (شيعية شيعية ) يقابله عقول غابت عنها الحلول وترى احيانا في الخصومة اسهل الحلول بدل السلام والمحبة .
مايمر به العراق يشبه جدا ماتمر به ،
المنطقة من فوضى او (عمالة) وكلاهما مرُّ ،!