ابعاد
كشفت صحيفة “التليغراف” البريطانية، عن تفاصيل تنفيذ الجيش الأمريكي لضربات انتقامية ضد الحشد الشعبي في العراق، فيما أشار التقرير الى أن هذه الخطوة تأتي ردًا على سلسلة من الهجمات على القوات الأمريكية وقوات التحالف في جميع أنحاء العراق وسوريا.
ووفق تقرير الصحيفة، منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول، واجهت القوات الأمريكية 66 هجوما في كل من العراق وسوريا. الجزء الأكبر من هذه الهجمات استخدمت طائرات بدون طيار أو صواريخ انتحارية في اتجاه واحد، وهي ناجمة عن العنف المستمر بين إسرائيل وحماس.
بدأ التصعيد في أعقاب توغل حماس داخل إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى رد فعل عسكري إسرائيلي ساحق، وقد أدى هذا بدوره إلى هجمات على القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها من قبل فصائل مسلحة.
ومساء الثلاثاء، شنت طائرات مقاتلة أمريكية ضربات مستهدفة على منشأتين في العراق بهدف تفكيك العمليات الحيوية لكتائب حزب الله، وجاءت هذه العملية في أعقاب حادثة سابقة حيث ردت القوات الأمريكية على هجوم على قاعدة عين الأسد الجوية.
لعبت الطائرة AC-130J Ghostrider، وهي نسخة متقدمة للغاية من الطائرة الحربية AC-130، دورًا محوريًا في العمل الأمريكي في عين الأسد، إذ تشتهر طائرة AC-130J بقوتها النارية الهائلة، وهي عبارة عن طائرة نقل من طراز C-130 معدلة بشكل كبير ومجهزة بـ “حزمة الضربة الدقيقة”، يتم تشغيله فقط من قبل قوات العمليات الخاصة الأمريكية.
وتشتمل المعدات الخاصة لـ Ghostrider على وحدة تحكم لإدارة المهمة، ومجموعة اتصالات خاصة، وجهازي استشعار كهروضوئيين/الأشعة تحت الحمراء متطورين للغاية، ومعدات متقدمة للتحكم في الحرائق، وقدرة على تسليم ذخائر موجهة بدقة، ومدافع ضخمة قابلة للتدريب من عيار 30 ملم و105 ملم.
المهام الأساسية لهذا العملاق الجوي هي الدعم الجوي القريب، والمنع الجوي، والاستطلاع المسلح، مما يجعله مناسبًا بشكل خاص للعمليات الحضرية وإيصال ذخائر دقيقة منخفضة القوة ضد الأهداف الأرضية، على الرغم من قوتها، فإن طائرة AC-130J دقيقة وجراحية مقارنة بالأسلحة الجوية التقليدية: يمكنها القضاء على مسلحين على الأرض دون الإضرار بالأشخاص الآخرين القريبين.
وأضاف التقرير، أن وجود الطائرة في الجو أثناء الهجوم الصاروخي على قاعدة الأسد الجوية قد وفر ميزة هائلة للأمريكيين، وقد سمح توفرها الفوري بالتعرف السريع على مصدر الهجوم واتخاذ إجراءات سريعة ضد مرتكبيه، وكانت قدرات المراقبة الخاصة بـ Ghostrider حاسمة في تعقب تحركات المسلحين.
ووضعت الهجمات الأخيرة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في موقف صعب، إذ إن أي عمل أمريكي عدواني بشكل مفرط ضد الفصائل المسلحة في العراق يمكن أن يؤدي عن غير قصد إلى زعزعة استقرار الحكومة، لكن بينما يعتمد السوداني على دعم الجماعات المدعومة من إيران، فإنه يسعى أيضًا إلى استمرار العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ودعم الوجود المستمر للقوات الأمريكية في بلاده.
وتحتفظ الولايات المتحدة بحوالي 2000 جندي في العراق و900 في سوريا، كما شاركت قوات العمليات الخاصة البريطانية، وخاصة الخدمة الجوية الخاصة (SAS)، بنشاط في العمليات في العراق. وقع حادث ملحوظ في يناير 2021 عندما أصيب جندي من القوات الجوية الخاصة بجروح خطيرة خلال عملية ليلية سرية ضد تنظيم داعش بالقرب من بيجي، على بعد 130 ميلاً شمال بغداد. في حين أن الأخبار عن العمليات نادرة لأن القوات الموجودة على الأرض تتكون في معظمها من أفراد العمليات الخاصة، يقال إن القوات البريطانية والأمريكية تزيد من وتيرة عملياتها ضد داعش بعد الهدوء الناجم عن فيروس كورونا.
وأشار التقرير الى، إن أي انسحاب من جانب الولايات المتحدة والقوات المتحالفة معها من العراق و/أو سوريا من شأنه أن يدعو إلى عودة داعش: وبالتالي فإن الحكومة العراقية والولايات المتحدة حريصتان على إبقاء القوات الغربية هناك، لكن العدوان من قبل الفصائل المسلحة التي تهاجم القواعد الأمريكية قد يؤدي إلى كسر الحكومة العراقية، مما قد يؤدي إلى حرب أهلية أو على الأقل نزاع داخلي، وهو ما من شأنه أن يعيق العمليات الغربية ويخلق فراغا يمكن لتنظيم داعش أن يستغله.
وأوضحت الصحيفة، إنه وضع حساس يدعو الولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراء مستهدف بعناية للدفاع عن قواعدها دون إحداث أكثر من الحد الأدنى الضروري من الضرر. هذا، بالطبع، هو نوع المهمة التي من المفترض أن تتفوق فيها القوات الخاصة: وأنظمة الأسلحة مثل AC- 130J Ghostrider تتلاءم مع هذه الفلسفة بشكل ملائم.