أكد وزير المالية الألماني كريستيان ليندنر أن ألمانيا التي عانت من انكماش في العام 2023 “ليست رجلا مريضا” ولكنها “رجل متعب يحتاج إلى قهوة” على شكل إصلاحات هيكلية لإعادة إطلاق النمو.
وقال ليندنر اليوم الجمعة، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في جبال الألب السويسرية في دافوس: “أعرف أن بعض الناس يعتقدون أن ألمانيا رجل مريض..ألمانيا ليست رجلا مريضا”.
مضيفا: “ألمانيا، بعد فترة ناجحة جدا منذ العام 2012، والسنوات الأخيرة التي شهدت أزمات، أصبحت كرجُل متعب إثر ليلة لم ينم خلالها جيدا”.
وأكد أن “توقعات النمو الضعيف هي بمثابة دعوة للاستيقاظ” مشيرا إلى أن ألمانيا “ستحتسي قهوة جيدة، أي “ستجري إصلاحات هيكلية، ثم تواصل النجاح اقتصاديا”.
وقال ليندنر: “توقعات النمو ليست كما ننتظر أن تكون، ولكن اقتصادنا صلب”.
وأضاف “علينا من الآن فصاعدا أن نقوم بواجباتنا”. وتابع “كان علينا حل مسألة الدين والعجز..ونجحنا”.
ووصف العديد من المراقبين مؤخرا أكبر اقتصاد في منطقة اليورو (الاقتصاد الألماني) بأنه “رجل أوروبا المريض”، وهو تعبير استُخدم في أواخر تسعينات القرن الماضي، بعد إعادة توحيد ألمانيا.
وتحاول الحكومة الألمانية خفض الإنفاق الحكومي بالإلغاء التدريجي للإعفاءات الضريبية للديزل الزراعي، ما أدى إلى اندلاع احتجاجات المزارعين الألمان، وإجبار الحكومة الألمانية على التراجع جزئيا عن قرارها، إلا أن اتحاد المزارعين الألمان اعتبر هذه الخطوة “غير كافية”.
ووفقا لمكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني “ديستاتيس”، يعود سبب الانكماش الاقتصادي في ألمانيا إلى ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة، مشيرا إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.3% العام الماضي مسجلا أسوأ مؤشر بين الاقتصادات العالمية الكبرى، وأعلى نسبة انخفاض في الناتج المحلي منذ وباء كورونا عام 2020.
ويشير مكتب الإحصاء الألماني إلى أن انخفاض الناتج تأثر بضعف الطلب المحلي والخارجي، حيث انخفضت الواردات بنسبة 3%، والصادرات بنسبة 1.8%.
وخفض البنك المركزي الألماني توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي لهذا العام والعام القادم من 1.2% و1.3% إلى 0.4% و1.2% على التوالي.