وقف الغرب ومن ورائه جميع المنظمات الدولية وعلى راسها منظمة الامم المتحدة، وقفة رجل واحد، للتنديد بالهجوم الروسي على اوكرانيا، واعتبروا هذا الهجوم انتهاكا صارخا للقوانين والاعراف الدولية، وعدوانا على الانسانية، واعتداء على الحرية و الديمقراطية وسيادة واستقلال الدول، وطالبو روسيا بوقف هجومها وانسحابها من اوكرانيا فورا والا ستواجه عقوبات غير مسبوقة.
جندت الامم المتحدة كل قواها من اجل منع او وقف الهجوم على اوكرانيا، فقد عقد مجلس الأمن “عدة” اجتماعات طارئة، في غضون ايام قليلة، لبحث الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وفي إحداها، والتي عقدت فور اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن عملية عسكرية في شرق أوكرانيا، ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الرئيس بوتين، باسم الإنسانية، ان يعيد قواته الى روسيا.
وخلال ساعات قليلة تحول المستشار الالماني أولاف شولتز، و الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، و رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، بالاضافة الى وزراء دفاعهم وخارجيتهم، والأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ، ورئيسة المفوضية الاوروبية اورسولا فون لاين ..، الى متحدثين باسم “الانسانية” والديمقراطية والحرية وسيادة الدول والشعوب، منددين بالغزو والحروب، رافضين “اكاذيب” روسيا التي استخدمتها ذريعة للهجوم على اوكرانيا، مهددينها بالويل والثبور وعظائم الامور اذا لم توقف هجومها على اوكرانيا وتسحب قواتها فورا.
من اكثر المواقف الغربية نفاقا كان موقف وزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، التي استدعت السفير الروسي لدى بلادها أندريه كيلين، في أعقاب الهجوم الروسي على أوكرانيا، حيث قالت محطة “سكاي نيوز”، استنادا إلى مصدر بالخارجية البريطانية، أن تروس “طردت” كيلين بعد نقاش حاد، بشكل مبكر عن الموعد المحدد لنهاية اللقاء. ونقلت المحطة عن المصدر الذي لم تحدده قوله إن الوزيرة قالت للسفير إنه “ينبغي أن يشعر بالخجل لأن روسيا كذبت بشكل متكرر وأنها فقدت آخر شرارة للثقة في المجتمع الدولي”!!.
لا ندري لماذا لم تشعر الوزيرة البريطانية بالخجل من تاريخها المتخم بالاكاذيب، والتي كانت سببا لمآسي الملايين من البشر في العالم، بدءا من كذبة وعد بالفور وتهجيرها لشعب كامل، ومرورا بكذبة سيادتها على جزيرة فوكلاند وحربها ضد الارجنتين، وانتهاء بكذبة اسلحة الدمار الشامل العراقية وحربها ضد العراق؟، ام ان “الانسانية” لديها، كما لدى امريكا، تنتهي حدودها عند اوروبا والعالم الغربي؟!.
ليس هناك من يدافع عن الهجوم الروسي على اوكرانيا، فالحرب تتناقض مع القيم الانسانية والاخلاقية، بغض النظر عن الجغرافيا، الا اننا هنا نتحدث عن النفاق الغربي الوقع والقبيح، فهذا الغرب الذي يتباكي على الانسانية والسيادة في اوكرانيا، هو السبب الاول والاخير في الارهاب الذي يضرب العرب والمسلمين وباقي شعوب العالم من غير العالم الغربي، منذ الاستعمار الغربي وحتى اليوم، فهو شريك مع الانظمة الارهابية والاستبدادية، في ذبح الانسانية في فلسطين واليمن وسوريا وليبيا والعراق والجزائر والسودان والصومال وافغانستان.. ، ولولا الغرب المنافق، وعلى راسه امريكا وبريطانيا، لما تجرأت العصابات الصهيونية ان تغرس اظافرها في فلسطين وتشرد اهلها، ولا ان يتمادى ال سعود في ذبح اطفال ونساء اليمن، ومنذ نحو ثماني سنين، امام مراى ومسمع العالم اجمع، ولا ان تعيث “داعش” الوهابية فسادا في ديار المسلمين.
الغرب المنافق، الذي يذرف الدموع على الديمقراطية والانسانية في اوكرانيا واوروبا، هو من يدعم و يرعى الأنظمة الفاسدة و الاستبدادية و الإجرامية سواء في العالم العربي والاسلامي والكيان الاسرائيلي و الأنظمة الفاسدة و الانقلابية فى افريقيا و امريكا اللاتينية، الامر الذي يؤكد ان كل شعارات الغرب ليست سوى أكاذيب والاعيب، لذر الرماد في العيون، من اجل تحقيق اهدافه وعلى راسها نهب ثروات شعوب العالم.