دق تقرير جديد لخبراء الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ ناقوس الخطر بشأن تداعيات الاحترار المناخي الناجم عن النشاط البشري.
وقال التقرير الذي يقع في آلاف الصفحات، إن تداعيات الاحترار المناخي “الكارثية” باتت واقعا يُشعر به من الآن، وستتفاقم مع كل زيادة وإن كانت ضئيلة في حرارة الأرض، مع تكاثر الحرائق وذوبان التربة الصقيعية.
فمع موجات الجفاف والقيظ والفيضانات والحرائق وانعدام الأمن الغذائي ونقص المياه والأمراض وارتفاع مستوى المياه، يجد 3,3 إلى 3,6 مليارات شخص، أي نحو نصف سكان العالم انفسهم في وضع “ضعف شديد”.
وتوقع التقرير انقراض 3 إلى 14% من الأنواع على الأرض حتى مع ارتفاع الحرارة 1,5 درجة مئوية فقط وانه بحلول 2050 سيكون نحو مليار شخص يقيمون في مناطق ساحلية معرضة للخطر تقع في مدن ساحلية كبيرة أو جزر صغيرة.
وفي “حال الاكتفاء بالالتزامات الحالية يتوقع ان تزداد الانبعاثات بنسبة 14 % تقريبا خلال العقد الحالي، وهو ما سيشكل كارثة.
وتمنى هانس-أوتو بورتنر الرئيس المشارك للمجموعة التي أعدت التقرير في الهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ ألا تحجب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا أهمية التقرير، مؤكدا لوكالة فرانس برس أن شبح الاحترار المناخي “يلازمنا وتجاهله ليس خيارا”.
ووجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اصابع الاتهام إلى الدول التي تصدر انبعاثات كبيرة “التي تضرم النار في المنزل الوحيد الذين نملكه”.
وقال غوتيريش “اطلعت على الكثير من التقارير العلمية في حياتي لكن لا شيء يقارن” بالتقرير الحالي واصفا إياه بأنه “مجلد يفند المعاناة البشرية ويشكل اتهاما حيال فشل القادة في مكافحة التغييرات البيئية”.
وتزيد وطأة هذه المعاناة بشكل أكبر على الشعوب المعرضة اكثر من غيرها مثل السكان الأصليين أو الفئات الفقيرة على ما شدد التقرير، لكن الدول الغنية ليست بمنأى عن هذه التداعيات، وهو ما ظهر في الفيضانات التي اجتاحت المانيا أو الحرائق العنيفة التي انتشرت في الولايات المتحدة العام الماضي.