أعلن رجل أعمال روسي عن تخصيصه مكافأة قدرها مليون دولار لمن يعتقل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما حثَّ ضباط الجيش في البلاد على تقديم بوتين إلى العدالة.
وتعهَّد رجل الأعمال الروسي أليكس كونانيخين، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية، بالمكافأة في منشور كتبه على موقع التواصل LinkedIn، واصفاً دوافعه إلى ذلك بأنه “واجب أخلاقي” يقع عليه بأن يسعى ويبذل جهده لمساعدة أوكرانيا في أعقاب الهجوم الجائر عليها.
إذ كتب كونانيخين: “أتعهد بدفع مليون دولار للضابط (أو الضباط) الذين سيمتثلون واجبهم الدستوري، ويعتقلون بوتين لأنه مجرم حرب بموجب القوانين الروسية والدولية”، وقال كونانيخين إن “بوتين ليس رئيساً شرعياً لروسيا، فقد وصل إلى السلطة بعملية خاصة سرية تضمنت تفجير مبانٍ سكنية في روسيا، ثم انتهك الدستور بإلغائه الانتخابات الحرة، وقتلَ خصومه”.
واقعة تفجير المباني التي يلمح إليها كونانيخين تشير إلى نظرية مؤامرة مفادها أن جهاز المخابرات الروسي “إف إس بي” FSB، الذي كان بوتين يرأسه من عام 1998 إلى عام 1999، كان مسؤولاً عن انفجارات وقعت في 4 مجمعات سكنية في عام 1999 وأسفرت عن مقتل نحو 300 شخص.
كما استخدمت هذه الهجمات بعد ذلك ذريعةً لإشعال فتيل الحرب الشيشانية الثانية، التي استغلها بوتين لترسيخ شعبيته في روسيا، ليصبح رئيساً للوزراء في عام 1999، ويُعيَّن رئيساً بالإنابة في اليوم الأخير من العام نفسه، ثم يُنتخب لولاية كاملة في مارس/آذار من العام اللاحق.
ألحق كونانيخين بمنشوره صورةً للرئيس الروسي، وتعليقاً توضيحياً يقول: “مطلوب حياً أو ميتاً، فلاديمير بوتين مطلوب القبض عليه بتهمة القتل الجماعي”، وأضاف: “لأنني مواطن روسي وأنحدرُ من أصل روسي، فإني أرى أنه من واجبي الأخلاقي أن أعمل على اقتلاع النازية من روسيا؛ لذلك سأستمر في مساعدتي لأوكرانيا في جهودها الباسلة لمواجهة الهجوم الذي تشنه عصابة بوتين”.
العلاقات بين كونانيخين والنظام الحاكم في روسيا حافلةٌ بالخلافات، فقد اعتقل في عام 1996 أثناء إقامته في الولايات المتحدة بعد أن زعمت السلطات الروسية أنه اختلس 8 ملايين دولار من بنك Russian Exchange الروسي.
في ذلك الوقت، حوكم كونانيخين وشهد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي بأن المافيا الروسية تلقت أموالاً لقتله، وانتهت القضية بالتسوية ومنحته الولايات المتحدة حقَّ اللجوء السياسي وأُلغي حق كونانيخين في اللجوء بعد عدة سنوات، لكنَّ قاضياً محلياً أمريكياً ألغى قرار ترحيله في نهاية المطاف.
يذكر أن ضابط المخابرات الروسية السابق ألكسندر ليتفينينكو كان أول من أطلق هذه المزاعم ورواها قبل اغتياله مسموماً بمادة البولونيوم المشع في لندن عام 2006 على يد من يبدو أنهم عملاء روس.