منذ اندلاع الازمة بين روسيا واوكرانيا، قبل 10 ايام، لا يمر يوم إلا وتخرج علينا وسائل الاعلام والصحافة الغربية، بتقارير تتحدث عن اهم السيناريوهات المحتملة لهذه الازمة، وأهم واخطر تلك السيناريوهات هو سيناريو اندلاع حرب عالمية ثالثة، لا تبقي ولاتذر.
بدورنا نتحدث عن سيناريو نرى فيه اكثر تلك السيناريوهات ترجيحا، إعتمادا على سير العمليات العسكرية للجيش الروسي، وكذلك على ردود الافعال الامريكية والغربية والناتو ازاء تلك العمليات.
سلوكيات الاطراف المتصارعة كلها تؤكد انها لا تريد الانتقال الى مرحلة اكثر عنفا للصراع مما هو عليه الان، وخاصة الطرف الروسي، الذي يميل الى التعامل مع اوكرانيا والناتو انطلاقا من المثل الدارج “خوفه بالموت يرضى بالحمى”، فروسيا تهدف من وراء عملياتها العسكرية الى تجريد اوكرانيا من اي سلاح يمكن ان تهدد به امن روسيا، وبالتالي تحويل اوكرانيا الى بلد محايد.
هذا المطلب الروسي تجاهله الغرب خلال السنوت الماضية، حيث كان يصر على تمدد الناتو ليشمل اوكرانيا، ووجدت هذه الرغبة الغربية تاييدا قويا من الرئيس الاوكراني زيلنسكي، الذي لم ينفك يؤكد على ضرورة ان تنضم بلاده الى الناتو، لذلك وجدت روسيا نفسها مضطرة الى ان تستخدم قوتها لتحقيق هذا الهدف، ويبدو ان روسيا وبعد استخدامها القوة العسكرية، اضافت هدفا اخر للهدفين الاولين، وهو ضم منطقة دونباس في شرق اوكرانيا ذات الاغلبية الروسية اليها.
من الواضح ان لا روسيا ولا الغرب على استعداد للدخول في حرب شاملة من اجل اوكرانيا، لذلك ابقت روسيا قناة اتصال مع الغرب عبر مفاوضتها مع اوكرانيا في روسيا البيضاء، واقامة خط ساخن بين موسكو و واشنطن، لذا نعتقد ان الرئيس الاوكراني يتحمل مسؤولية الخسائر التي منيت بها بلاده بدون اي مبرر، بسبب انصياعه الاعمى لاوامر امريكا، التي تركته وحيدا في مواجهة روسيا، وان حساب الشعب الاوكراني لزيلنسكي سيكون عسيرا، بعد ان تسكت المدافع، وبعد ان ورط بلاده في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل.