يعتمد لون شعر الإنسان وجلده على صبغات خاصة -الميلانين، التي تحدد لون الشعر ، الذي يرتبط بعوامل وراثية. اي أن لون الشعر يمكن أن يشير إلى العديد من خصائص الجسم الأخرى.
وتشير مجلة Science Advances، إلى أن الأشخاص الذين شعرهم أحمر اللون، تختلف لديهم الخلايا المنتجة للصبغة (الخلايا الصباغية) قليلاً عن الخلايا العادية، حيث توجد على سطح الخلايا الصباغية مستقبلات خاصة تستجيب لهرمونات تحفيز الخلايا الصباغية (MSH). تحفز هذه الهرمونات عملية تكوين الميلانين ، مما يؤدي إلى إسمرار الجلد والشعر. وهناك خمسة أنواع من مستقبلات MSH ولكل منها وظائف مختلفة.
ويتميز أصحاب الشعر الأحمر ببشرة بيضاء، بسبب التغيرات التي “توقف” حساسية النوع الأول من مستقبلات (MSH). لذلك لا يمكنهم الحصول على بشرة سمراء من تعرضهم للشمس، لأن جلدهم لا ينتج الصبغة الداكنة اللازمة.
ولاحظ الباحثون في مستشفى ماساتشوستس في بوسطن، أن عتبة الشعور بالألم لدى أصحاب الشعر الأحمر، أعلى مما لدى الآخرين. وهذا يعني أنهم أقل حساسية للألم. لذلك قرروا معرفة الآليات الكامنة خلف هذه الميزة. ومن أجل ذلك اختاروا مجموعة خاصة من الفئران، لديها تمامًا مثل البشر، النوع الأول من مستقبلات MSH “غير عامل” وعتبة مرتفعة من الشعور بالألم.
واتضح للباحثين، أن غياب هذه المستقبلات لدى هذه الفئران، يؤدي إلى انخفاض إنتاج الجزيئات المرتبطة بالأفيوميلانوكورتين (POMC)، وهو ببتيد “يتجزأ” لاحقا إلى هرمونات مختلفة بما فيها المنظمة للشعور بالألم. هذه الهرمونات تعمل كمثبتات لمستوى الألم. وبالإضافة إليها، توجد في الجسم مستقبلات أفيونية تكبح الشعور بالألم، ومستقبلات النوع الرابع من MSH التي تزيد الإحساس بالألم.
واتضح في النهاية، أن انخفاض إنتاج الهرمونات المنظمة للشعور بالألم، يؤدي إلى أن “المنافسة” في تنظيم الألم في الجسم يكون لصالح المستقبلات الأفيونية التي “تكبح” الألم، ما يرفع من عتبة الشعور بالألم لدى أصحاب الشعر الأحمر.
ووفقا للباحثين ستساعد هذه النتائج في تحديد المرضى الذين يتحملون الألم أكثر من غيرهم، كما ستساعد على ابتكار أدوية مسكنة تخفض نشاط مستقبلات النوع الرابع من MSH.