في تحد واستنكار لأحزاب معارضة، تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، بأنه لن يعيد أبدا اللاجئين السوريين إلى بلادهم بالقوة.
وقال رجب طيب أردوغان، الذي تستقبل بلاده أكثر من 3.6 ملايين لاجئ سوري: “سنحمي أخواننا المطرودين من سوريا بسبب الحرب حتى النهاية.. لن نطردهم أبدًا من هذه الأرض”، بحسب ما ذكرت فرانس برس.
وتابع، أمام مجموعة رواد أعمال “بابنا مفتوح على مصراعيه وسنواصل استقبال السوريين. لن نعيدهم إلى أفواه القَتَلة”.
ويعتبر تصريح أردوغان هذا استنكارا لتصريحات قادة المعارضة الذين يطالبون بانتظام بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم التي تمزقها الحرب.
وكان أردوغان صرح، الأسبوع الماضي، بأنه يحضّر “لعودة مليون” سوري إلى بلدهم على أساس تطوّعي، من خلال تمويل استحداث ملاجئ وبنى مناسبة لاستقبال سوريين في شمال غرب سوريا، بمساعدة دولية.
الجدير بالذكر أن عدة أحزاب معارضة تركية تدعو بشكل منتظم إلى إعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى سوريا.
والأسبوع الماضي، على سبيل المثال، أكد “حزب الشعب الجمهوري“، أكبر أحزب المعارضة التركية، أنه إذا وصل إلى السلطة في الانتخابات التشريعية والرئاسية في يونيو 2023، فسيغادر جميع السوريين تركيا “خلال عامين”.
وكان أردوغان قال في وقت سابق أيضا، إنه منذ العام 2016 وبدء العمليات العسكرية التركية في سوريا، عاد قرابة نصف مليون سوري إلى “المناطق الآمنة” التي أنشأتها تركيا على طول حدودها مع سوريا.
ودُشّنت أول منازل مجمعة والبنية التحتية اللازمة لاستقبال اللاجئين السوريين العائدين في 3 مايو في مخيم كمونة في منطقة سرمدا، وهو مشروع قامت بتمويله تركيا.
ووعد اردوغان أمام حشد مبتهج ملوحًا بالأعلام التركية، بأن بلاده ستستمر بمساعدة السوريين وأن 100 ألف منزل على الأقل ستكون جاهزة بحلول نهاية العام في شمال غربي سوريا.
تستضيف تركيا حوالي 5 ملايين لاجئ على أراضيها، معظمهم من السوريين والأفغان، بموجب شروط اتفاق تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي في عام 2016.
وعلى مر السنين، وخصوصا في العام المنصرم، نشأت توترات بين اللاجئين والسكان المحليين الذين يواجهون أزمة اقتصادية ومالية حادة.
ورغم محدودية هذه الحوادث، إلا أنها أثارت مخاوف منظمات الإغاثة من أن يصبح اللاجئون موضوعا في حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في يونيو 2023.