توفي رئيس دولة الإمارات، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، عن عمر يناهز 73 عاما، قبل انتهاء مدة ولايته الرابعة، ومن المفترض أن تشهد الأيام المقبلة إعلان خليفة للرئيس الراحل.
ونعى كبار مسؤولي الدولة وفاة الشيخ خليفة بن زايد. وقال نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في تغريدة، “بقلوب يعتصرها الحزن، وبنفوس مؤمنة بقضاء الله وقدره، ننعى راعي مسيرتنا، ورئيس دولتنا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لشعب الإمارات وللشعوب العربية والإسلامية وللعالم”.
وقال ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إن الإمارات فقدت “قائد مرحلة التمكين”، مضيفا في تغريدة عبر تويتر: “خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلمي، رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه”.
بدوره، قال ولي عهد عجمان، عمار النعيمي، إن الإمارات والأمتين العربية والإسلامية والعالم فقدوا “القائد والوالد وراعي مسيرتنا، ورجل المواقف التاريخية والإنسانية الخالدة”.
وبحسب دستور البلاد، فإنه عند خلو منصب الرئيس لأي سبب من الأسباب تنتقل صلاحية رئيس الدولة لنائبه، مما يعني أن حاكم دبي سيتولى إدارة شؤون البلاد خلال الفترة الانتقالية، التي تبلغ مدتها شهرا واحدا والتي نصت عليها الوثيقة.
في هذا الصدد، يقول المحلل السياسي الإماراتي، محمد تقي، إن نظام انتقال السلطة في الدولة “سلس وشفاف” للغاية.
وأضاف تقي، أن هناك “ثقة كبيرة بين الشعب والقيادة”، مؤكدا أن نموذج الاتحاد واقعي لمجتمع الدولة.
وكان المجلس الأعلى الاتحادي لدولة الإمارات انتخب في عام 2019، الشيخ خليفة بن زايد رئيسا للدولة وذلك لولاية رابعة تمتد لخمسة أعوام.
وبحسب المادة 46 من دستور الدولة التي تأسست في العام 1971 على يد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فإن المجلس الأعلى للاتحاد هو السلطة العليا في الدولة، حيث يتكون المجلس من حكام الإمارات السبع وهي أبوظبي (حيث تقع مدينة أبوظبي عاصمة البلاد)، دبي، الشارقة، عجمان، أم القيوين، رأس الخيمة والفجيرة.
وكرر تقي وصف الشيخ محمد بن زايد الأخ غير الشقيق للشيخ خليفة بـ”قائد مرحلة التمكين” الذي جاء بعد المؤسس، حيث “استمر في التمكين والتطوير والتقدم مما جعل الإمارات دولة رائدة ومتقدمة على كافة الأصعدة وفي جميع المجالات”، على حد تعبيره.
الرئيس الجديد
وينص دستور الإمارات على أن المجلس الأعلى الاتحادي ينتخب من بين أعضائه رئيسا للاتحاد ونائبا للرئيس لولاية رئاسية مدتها 5 سنوات.
وبحسب دستور الإمارات، فإنه “عند خلو منصب الرئيس، أو نائبه بالوفاة أو الاستقالة أو انتهاء حكم أي منهما في إمارته لسبب من الأسباب، يدعى المجلس الأعلى خلال شهر من ذلك التاريخ للاجتماع، لانتخاب خلف لشغل المنصب الشاغر للمدة المنصوص عليها في المادة (52) من هذا الدستور”.
وقال تقي: “لو عدنا للمشهد عند وفاة الشيخ زايد في 2004 رأينا نموذج دولة الإمارات السلس في انتقال السلطة، حيث تم تسليم الحكم للشيخ خليفة بن زايد طيب الله ثراه ووزعت المهام على حكام الإمارات كل حسب اختصاصه، وهذا ما يميز النظام الفدرالي الناجح للدولة التي تضم 7 إمارات”.
ومنذ تأسيس الدولة في الثاني من ديسمبر عام 1972، لم يترأس الإمارات سوى حكام إمارة أبوظبي عاصمة الاتحاد، بينما كان نواب الرئيس هم حكام إمارة دبي.
وبعد انتخابه للمرة الأولى رئيسا للدولة عام 1971 أي بعد تأسيس الإمارات، جدد المجلس الأعلى للاتحاد في الإمارات اختياره للشيح زايد بن سلطان الذي كان حاكما أبوظبي منذ عام 1966، وسط مباركة من بقية الإمارات الست، حتى بات عرفا أن يكون حاكم إمارة أبوظبي هو رئيس الدولة.
وانتخب المجلس الأعلى للاتحاد، خليفة بن زايد، رئيسا ثانيا لدولة الإمارات العربية المتحدة في نوفمبر من العام 2004 عقب وفاة والده المؤسس، وبقي في منصبه منذ ذلك الوقت وحتى وفاته، الجمعة.
ومنذ مطلع عام 2014، غاب الراحل عن الظهور العام بشكل كبير بعد تعرضه لجلطة دماغية تطلبت إجراء عملية جراحية.
ووفقا لنظام الحكم في إمارة أبوظبي، فإن ولي العهد الشيخ محمد بن زايد الذي طالما أشارت وسائل إعلام غربية بأنه الحاكم الفعلي للإمارات، سيتولى منصب حاكم إمارة أبوظبي، ما يعني أنه سيكون عضوا في المجلس الأعلى للاتحاد، ويمهد الطريق لأن يصبح رئيسا للدولة حال انتخابه.
ورجح تقي، وفقا للأعراف الدستورية السائدة في الدولة، أن يكون الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيسا للدولة بعد انتخابه من قبل المجلس الأعلى للاتحاد.