كشفت وكالة فرانس برس، يوم الأربعاء، عن تزايد إقبال الأميركيين في ولاية شيكاغو على خدمات شركات أمن خاصة بعد ارتفاع معدل الهجمات المسلحة التي تستهدف المدنيين ونقص الثقة بالشرطة.
وذكرت الوكالة في تقرير، أن الولايات المتحدة شهدت عطلة نهاية أسبوعدموية، إذ سُجّلت عمليتا إطلاق نار في مدينتي بوفالو ولوس أنجليس، ما أثار مجددا الخوف بين صفوف المواطنين وأطلق جدلاً في شأن الوصول إلى الأسلحة النارية.
وتواجه شيكاغو، ثالث كبرى المدن الأميركية، صعوبة في التخلص من سمعتها كمنطقة خطرة، إذ تشهد ارتفاعاً كبيراً في الجرائم حتى في أحيائها الشمالية التي تقطنها نسبة أكبر من الميسورين والبيض والمعروفة تقليدياً بأنّها محمية أكثر.
وتشهد شوارع هذه الأحياء حالياً جولات ينفذها موظفون تابعون لشركات خاصة عادةً ما يكونون شرطيين متقاعدين أو آخرين ينجزون هذا العمل في أوقات فراغهم، وتُعتمد هذه الشركات من جمعيات تمثل سكاناً مستعدين لدفع الأموال مقابل ضمان أمنهم.
هؤلاء الموظفون المجهزون بأسلحة وسترات واقية من الرصاص غير مخولين بالمواجهة مع المجرمين المحتملين، لكنّ وجودهم يبعث على الطمأنينة لدى باتريسيا هورتون (44 عاماً)، وهي واحدة من زبائن هذه الشركات تقطن حيّ لينكولن بارك.
وتقول لوكالة فرانس برس، إنّ شركات الأمن الخاصة هي وحدها من “يستطيع تقديم المساعدة”، ورغم أنّ هذا الواقع “محزن جداً إلّا أنه ضروري”.
وتشير هورتون، وهي أم لطفلين، إلى أنّ “الجرائم خارجة عن السيطرة والشرطة إما تعاني نقصاً في عناصرها أو تكون غائبة”.
ويقول التاجر جيم هيغنز، الذي يعيش في حي ويكر بارك المجاور “أعتقد أنّ مشهد مرور سيارات كل عشرين دقيقة تقريباً يبعث على إحساس بالطمانينة لدى الأشخاص الذين يتنزهون في الحيّ”.
ورغم أنّ هيغنز لا يدفع مقابل الحصول على هذه الخدمات إلا أنه يستفيد منها كالأشخاص القاطنين منطقة تغطيها هذه الشركات.
ويعرب هيغنز عن أسفه لرؤية “عمليات سرقة سيارات عنيفة لم تحدث في السابق إطلاقاً”.
وتقول شركة “بي4 سكيوريتي سوليوشنز”، وهي شركة تعمل مع جمعيات تمثّل سكاناً في أحياء عدة، إنّ الأشخاص يعتبرونها كطرف إضافيّ في المراقبة.
ويقول نائب رئيس الشركة بول أوم “نمثّل جهة إضافية لكننا لسنا الحلّ”.
ويراقب موظفون من الشركة الكاميرات المثبتة داخل السيارات وخارجها فيما يجري زملاؤهم دوريات فيها، وتوفر الشركة هذه الخدمات خلال أيام الأسبوع كلها وعلى مدار الساعات الأربع والعشرين.
ولا يتردد هؤلاء الموظفون في ملاحقة أي مشتبه فيه، لكنّ دورهم يقتصر على “الاتصال بالشرطة وإعطاء أكبر قدر ممكن من المعلومات”، بحسب بول.
وتوفّر الشركة خدماتها بسعر يبلغ نحو 100 دولار شهرياً أو 1200 دولار في السنة.
وتقدم للجيران جميعهم، الذين يدفعون ومن يمتنعون عن ذلك، خدمة المحادثة عبر الانترنت تتيح للسكان أن يتحدثوا في ما بينهم أو مع مسؤولين في الشركة، وذلك للإبلاغ عن أي واقعة مشبوهة أو لمجرد لفت الانتباه إلى أنّ بوابة مرآب ما بقيت مفتوحة عن طريق الخطأ.
ورغم كل ما توفره الشركة، إلّا أن تولّي جهات خاصة ضمان الأمن العام يثير قلقاً ما.
ويشير ناطق باسم منظمة الدفاع عن الحريات ACLU إلى أنّ المنظمة تبدي “قلقاً” في هذا الشأن لـ”عدم معرفة نوع التدريب الذي خضع له موظفو الشركات”، مشيراً إلى احتمال مواجهتها خطر التمييز.
وتعرب رئيسة بلدية شيكاغو الأميركية من أصل إفريقي لوري لايتفوت، عن عدم اقتناعها كذلك بتولي شركات خاصة أمن السكان.
وفيما تدعو المتاجر إلى توظيف عدد أكبر من رجال الأمن، ليست لديها المقاربة نفسها في ما يتعلق بالمناطق السكنية.
وتنتقد لايتفوت بشدة توظيف سكان حي ويكر بارك شركات خاصة تتولى أمنهم.
وتقول “أحتاج إلى معرفة المزيد عن خطة هذه الشركات ونطاق عملها، لكنّ تنظيم دوريات في الشوارع وملاحقة المجرمين من مهام شرطة شيكاغو التي تقوم بذلك بشكل فعّال”.