سجلت العملة الإيرانية (الريال)، اليوم الأحد، انهيارا غير مسبوق أمام العملات الأجنبية وذلك على وقع قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضد إيران الذي جرى اتخاذه يوم الأربعاء الماضي خلال اجتماع في فيينا.
وبلغ سعر الدولار الأمريكي بيعاً في السوق المفتوحة في طهران، بقيمة 332 ألف ريال إيراني، بينما تم شراؤه بقيمة 328 ألف ريال ريال، وفقاً لما ذكرته منصات مخصصة لبيع وشراء العملات الأجنبية.
وهذا هو أعلى سعر صرف للدولار في تاريخ إيران، حيث تواصل العملة الإيرانية الانهيار لليوم الثالث على التوالي.
وقال الخبير الإيراني في سوق المال ”محمد خبري راد“ في حديثه عن العوامل المؤثرة على سعر الدولار في سوق طهران إن ”سعر الدولار في سوق طهران يرجع إلى القلق المتزايد لدى المستثمرين“.
وأضاف خبري راد في حديثه لموقع ”التجارة نيوز“ الإيراني أنه ”منذ الأسبوع الماضي ومع الإعلان عن قرار مجلس المحافظين ضد إيران وقيام منظمة الطاقة الذرية الإيرانية في تعطيل كاميرات المراقبة الفائقة التابعة للوكالة الدولية، دخلت الزيادة في أسعار العملات مرحلة جديدة من الزيادة“.
وأشار إلى ”أن السوق برمته يتطلع لمعرفة السياسة التي ينتهجها البنك المركزي تجاه دولار المدعوم حكومياً المقدم للشركات المدرجة وبين سعر الدولار في الأسواق الحرة، لأن الفارق الآن بين دولار الحكومي ودولار السوق الحرة أكثر من 30%“.
وفقد الريال الإيراني 27% من قيمته منذ بداية العام الجاري، ومنذ بداية الثورة الإيرانية عام 1979 ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الريال الإيراني أكثر من 3300 مرة.
وتسارع انهيار الريال منذ توقف المحادثات النووية بين إيران والقوى الدولية في منتصف مارس/آذار الماضي، بينما يقول البنك المركزي الإيراني إنه يمتلك احتياطيا كبيرا من العملات الأجنبية.
وادعى محافظ البنك المركزي الإيراني، علي صالح آبادي يوم الأحد أن احتياطيات البنك من النقد الأجنبي في ”ارتفاع تاريخي“، دون أن يوضح سبب التراجع المتتالي لقيمة الريال، مضيفاً أن ”المعروض من العملة الأجنبية (الدولار) في السوق سيزداد“.
وخلال الأسبوعين الماضيين، كان رد الفعل الوحيد للمسؤولين الإيرانيين على الاضطرابات في سوق الصرف الأجنبي هو اعتقال الأفراد الذين يتهمون بأنهم وراء ذلك.
وزعمت شرطة الأمن الاقتصادي أنها ألقت القبض على 16 شخصاً رئيساً وراء اضطراب سوق بيع العملات الأجنبية، وأعلنت الأحد اعتقال 31 شخصاً آخرين.