أبعاد/ تقرير
بعد أن دق ناقوس الخطر جميع أبناء الشعب العراقي وسقطت عدد من الأراضي بيد “عصابات داعش” الإرهابية، جاءت العلامة الفارقة والمؤيدة من أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ان انبثقت من صحنه الشريف في النجف الأشرف، فتوى “الجهاد الكفائي” التي أصدرها المرجع الأعلى السيد علي السيستاني “دام ظله” في 13/ حزيران 2014، لمحاربة داعش، والتي أعلنها ممثله في كربلاء ووكيله الشيخ عبد المهدي الكربلائي عبر خطبة صلاة الجمعة، من جهته أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن فتوى الإمام السيستاني، حولت التراجع إلى اندفاع، والنكسة إلى نصر، فيما اعتبر رئيس كتلة الصادقون النيابية تأسيس الحشد الشعبي بأنه ميلاد العراق الأكبر.
وعلى إثر هذه الفتوى “العظيمة” التحق الآلاف من المتطوعين إلى الحشد الشعبي الذي حارب بدوره داعش بعد أن كان قد سيطر على جزء كبير من المنطقة الغربية في العراق وقام بأعمال قتل ودمار واسعة.
لتكون فتوى السيد السيستاني مثلت نقطة تحول مهمة في مسار الأحداث العراقية، وأدت الفتوى إلى تشكيل الحشد الشعبي، لمواجهة عصابات داعش الإرهابية والتي سيطرت على أجزاء من البلاد حينها.
ظروف الفتوى
ويقول أستاذ الحوزة العلمية في النجف الشيخ أسامة آل بلال النجفي.، ان المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، أصدرت هذه الفتوى نتيجة الحالة التي كان يعيشها العراق من ضعف قوات الجيش والحكومة، حيث سقطت أجزاء من الأراضي العراقية بيد عصابات داعش، فلم تجد المرجعية الدينية أي وسيلة تستطيع من خلالها أن توقف زحف داعس إلا بفتوى توجب تشكيل قوات شعبية مساندة للجيش،
وبيّن النجفي أن الفتوى صدرت بعد دراسة مستفيضة عن طريق الثقات واجتماعات رفيعة المستوى أسهمت في تكوين تصور واضح لدى المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني
وتعتبر ذكرى تأسيس الحشد الشعبي ليست يوما عاديا او مناسبة عادية بل هي يوم جديد في تاريخ العراق والمنطقة حيث حول العراق والمنطقة من اتجاه العبودية الى اتجاه الحرية ومن اتجاه الخضوع الى اتجاه التحدي في هذا اليوم العالم انقسم الى قسمين القسم الأول محبي الحياة والإنسان وكانت قيادته الحشد الشعبي والقسم الثاني أعداء الحياة والإنسان التي تقوده قوى الظلام آل سعود وكلابهم القاعدة وداعش وغيرها، وهذا يذكرنا بحملة أجدادهم الفئة الباغية على الفئة الإسلامية على آل الرسول ومحبي الرسول وأهل بيته.
الحشد الشعبي أوقف مخططات الثالوث المشؤوم.
حيث، أكدت حركة عصائب أهل الحق، في بيانها بمناسبة ذكرى تأسيس الحشد الشعبي الثامنة، أن الحشد الشعبي أوقف مخططات الثالوث المشؤوم أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني “.
وقالت الحركة في بيانها الذي تلقته “أبعاد”: “تحل علينا في هذه الأيام ذكرى الفتوىٰ المباركة التي انطلقت من مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام) واستجاب لها رجال الله الذين انتصروا لله فنصرهم (جلَّ وعلا) وثبّت أقدامهم بعد أن تخلى العالم بأسره عن العراق والعراقيين، إلّا إخوتنا في الجمهورية الإسلامية الذين أوصلوا السلاح ورفدونا بخيرة المستشارين الذين اختلطت دماؤهم بدمائنا في عمليات التحرير فجزاهم الله عنّا كل خير “.
وأضافت: “نستذكر اليوم تلك الملاحم البطولية التي سطرها رجال الحشد الشعبي المقدس الذين لم يرعبهم كثرة الجمع ضدهم ولم تلهيهم تجارة ولا بيع عن واجبهم في التصدي لأعتى هجمةٍ بربريةٍ اجتمع فيها شذاذ الآفاق من العالم كلّه بتمويل خليجي وتخطيط من الثالوث المشؤوم أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني “.
وتابع البيان: نستذكر اليوم تلك الشيبة الطاهرة لقائد النصر الشهيد أبو مهدي المهندس الذي قاد قوافل المجاهدين متخذاً من الدَور الأبوي عنواناً له قبل عنوان القيادة فكان الأب الحنون لجميع المجاهدين الذين عشقهم وعشقوه لما رأوا فيه من صفاتٍ نادراً ما تجتمع في إنسان، كما نستذكر دَور لواء الإسلام العظيم الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني الذي كان يحمل سمة العراقية أكثر بكثير من بعض من يحملون صفة العراقية بهوياتهم التعريفية فقط ، وجميع الشهداء القادة الذين لا نستطيع إحصاء أسمائهم لأن كل شهدائنا قادة “.
وأشارت الحركة، إلى أن “مؤسسة الحشد الشعبي المبارك اليوم وبفضل تلك الدماء الزاكية الطاهرة أصبحت أمل العراقيين جميعاً بلا تمييز ولا طائفية ، ولا يستطيع أحد كائناً من كان في الداخل والخارج أن يفكّر بالمساس بها، فضلاً عن إلغائها وتهميشها لأنها المؤسسة العراقية الوحيدة التي امتلكت عقول وقلوب العراقيين الشرفاء وصار لها أمة تدافع عنها وتحميها هي ( أمة الحشد ) التي هي الانعكاس الاجتماعي للحشد المقاتل، وتشكلت من كل أطياف المجتمع العراقي التي استشعرت أهمية الحشد الشعبي ولم تتنكر لدوره المميّز في حفظ العراق وهيبته والشعب وكرامته “.
وبينت: “لا بد لنا في هذه الذكرى أن نشيد بدور فصائل المقاومة الإسلامية الشريفة التي كانت نعم الحاضن حين أخذت على عاتقها استقبال المتطوعين وتدريبهم وتجهيزهم بما تمتلك من خبرات وإمكانيات في وقت كانت فيه الحكومة شبه منهارة، ولولا وجود فصائل المقاومة لما استطاعت الحكومة استقبال الملايين الملبية للفتوى المباركة وبالتالي لما تحقق شيءٌ مما ذكرنا فكل الشكر والامتنان لهؤلاء الرجال الشجعان “.
واختتمت الحركة بيانها بالقول: “ختاماً سيبقى الحشد الشعبي هو الدرع الحصين للعراق وأهله رغم أنف الحاقدين ، وستبقى المرجعية الرشيدة هي صمام الأمان الذي يلوذ به العراقيون في وقت الشدائد والمحن ، ويبقى الشهداء وفي مقدمتهم الشهيدين القائدين الحاج أبو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني (رضوان الله تعالى) على أرواحهم الطاهرة رمزنا ومنار طريقنا الذي لن نحيد عنه ما بقيت الحياة “.
الكاظمي: فتوى الإمام السيستاني حولت النكسة إلى نصر.
من جهته، استذكر رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، ذكرى فتوى المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني بالجهاد الكفائي.
وقال الكاظمي في تغريدة عبر تويتر، تابعتها “أبعاد” إن “فتوى الإمام السيستاني، حولت التراجع إلى اندفاع، والنكسة إلى نصر، وشدّت سواعد الأبطال لإنقاذ العراق، وأخرجت معدن عقيدةٍ لا تلين، فكان فيها حتف الإرهاب”.
واضافت: “ستبقى قواتنا الأمنية بصنوفها كافة يد العراق الضاربة والجاهزة لردع أي عدوان.
عيد الحشد والعراق الأكبر
فيما، وصف رئيس كتلة الصادقون النيابية عدنان فيحان، اليوم الاثنين يوم انطلاق فتوى المرجعية بشأن الجهاد الكفائي بأنه ميلاد الحشد الشعبي وعيد العراق الأكبر، مشيرا الى انها نهاية الانهيار وبداية الانتصار.
وقال فيحان في تغريدة له عبر “تويتر” تابعتها” “أبعاد” ان” يوم الفتوى ميلاد الحشد وعيد العراق الأكبر ونهاية الانهيار وبداية الانتصار”، مبينا ان ” نور الفتوى يشع من محراب سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين (ع) ليرى العالم أن عجائب العراق لن تتوقف”.
وتابع:” السلام على الشهداء قادة الانتصار والجرحى والمضحين بالمال والأبناء والمقاومين الأشداء”.
وفي ظل الإشادات والاستذكار لمزايا الفتوى وانقاذها للعراق من الشمال إلى الجنوب، استذكر رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الاثنين، تضحيات الحشد الشعبي بالذكرى السنوية لفتوى المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى الامام السيد السيستاني “دام ظله” ضد عصابات داعش الارهابية.
وقال بارزاني، في تغريدة على منصة “تويتر” تابعتها “أبعاد” “في الذكرى السنوية لفتوى المرجع الأعلى بتاسيس الحشد الشعبي، نستذكر بإجلال تضحياتهم الكبيرة دفاعا عن العراق”، مثمناً “دوره جنبا الى جنب البيشمركة والجيش والقوى الامنية الاخرى في دحر تنظيم داعش الارهابي”.
وفي الذكرى الثامنة لتأسيسه الحشد الشعبي يزداد يومًا بعد يوم قوة وشرعية في العراق، حيث جعلت المرجعية الدينية من فتواها سارية المفعول ولم تنهيها بفتوى اخرى لإبقاء الحشد دراعا حصينا لحفظ العراق وافشال المخططات الإرهابية التي تحاول الافتاك بأبناء الشعب العراقي.
وأن هذه الشجرة الطيبة جاءت نتيجةً لشجاعة وتضحيات الآلاف من شهداء المقاومة، وخاصةً الشهيدين القائدين ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني، حتى اصبح الحشد الشعبي قوة وطنية عقائدية وجزءا مهما من القوات المسلحة العراقية ومازال يقوم بدوره الوطني الفاعل في الدفاع عن البلاد وملاحقة فلول الإرهابيين بكل شجاعة وتأمين الحماية للحدود والمساهمة في البناء وإعادة الإعمار.