أكد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الاثنين، ان زيارة بايدن الى السعودية تهدف الى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، موضحا أن التحالف الجديد لتشكيل “الناتو العربي” لن يكون فعالا ضد إيران.
وقال مساعد الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني، العميد يد الله جواني، على زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، المرتقبة إلى السعودية بالقول: “هناك تكهنات حول أهداف ونتائج رحلة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة ثم إلى السعودية في الإعلام وأيضا في الأوساط السياسية..هناك تكهنات تشمل مقاربة الحكومة الديمقراطية الأمريكية للسعوديين من أجل تشجيعهم على زيادة صادرات النفط، بسبب أزمة الطاقة التي نشأت في الغرب اليوم، وأيضا محاولة لتسريع مشروع تطبيع العلاقات بين الحكومات العربية وإسرائيل، وخاصة إقامة العلاقة بين الحكومة السعودية والصهاينة”.
وبشأن مستقبل “الناتو العربي” في حال تشكيله، قال العميد جواني: “بالطبع هناك حديث عن هدف آخر وهو إمكانية تشكيل حلف “الناتو العربي” للتعامل مع جبهة المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية..لذلك، فيما يتعلق بإمكانية تشكيل الناتو العربي، يتم اقتراح سيناريوهات مختلفة، ولكن بغض النظر عن أي من هذه السيناريوهات يتحقق، فهناك حقائق في هذا الصدد يمكن استخدامها للتنبؤ بمستقبل مثل هذا التحالف”.
وتابع: “الواقع الأول هو سجل حافل بهزائم أمريكا والكيان الصهيوني والسعودية في السنوات الأخيرة من جبهة المقاومة وموقفهم السلبي ضد جبهة المقاومة..الواقع الثاني هو الفكر والروح والخطاب الذي يحكم جبهة المقاومة..جبهة تمر بعملية تطوير القوة ضد أمريكا وإسرائيل والسعوديين، وهذه حقيقة تم أخذها بعين الاعتبار في رسالة الحج لهذا العام للمرشد الإيراني”.
وأضاف مساعد الشؤون السياسية في الحرس الثوري الإيراني: “لكن الواقع الثالث يعود إلى بناء التحالف ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجبهة المقاومة في السنوات الأخيرة ونتائجها..عندما كانت الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والسعودية في أوج قوتهم، لم تفعل تحالفاتهم للتعامل مع جبهة المقاومة والجمهورية الإسلامية شيء سوى الفشل..على سبيل المثال، لقد مضى أكثر من 40 عاما على إنشاء مجلس التعاون الخليجي..مجلس، باستثناء الاسم والضجيج في الإعلام، لم يخلق عقبات كبيرة في الواقع”.
وأوضح العميد الإيراني قائلا: “مثال آخر هو التحالف الذي شكلته الإمارات والسعودية بمساعدة عشرات الدول الأخرى ضد الشعب اليمني المظلوم، لكن النتيجة لم تجلب لهم سوى هزيمة مشينة، وهي فضيحة كبرى بالنسبة لهم..المثال الثالث لهذه الائتلافات هو التحالف الذي أنشأته الولايات المتحدة والسعودية مع النظام الصهيوني وبعض الدول الأوروبية ومنطقة من حوالي 100 دولة بهدف محدد هو إسقاط الحكومة السورية وتدميرها..وجبهة المقاومة، وعلى الرغم من حقيقة أنهم أنفقوا خلال هذه السنوات عدة تريليونات من الدولارات حتى تتمكن جبهة التحالف المذكورة من خلق اتجاهات جديدة في المنطقة، ومن خلال ذلك إخراج جبهة المقاومة وإيران من المشهد، لكن الجميع رأى أنهم عانوا من هزيمة ثقيلة، والمقاومة اليوم أقوى وتستمر في حياتها أقوى من السابق”.
واختتم العميد يد الله جواني: “لذلك من السهل التنبؤ بمستقبل التحالف العربي المحتمل وحلف شمال الأطلسي العربي..مع الأخذ في الاعتبار التحالفات السابقة للحكومات الثلاث المذكورة، سيكون التحالف الجديد ائتلافا ضعيفا وغير فعال ضد جبهة المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والوقائع تشير إلى انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة وتدمير النظام الصهيوني وحلفائه في المنطقة، ولا يوجد عامل آخر يمكن أن يغير هذه الوقائع”.