أبعاد
كتب / عباس زينل||
العراق ما قبل الحشد ليس العراق ما بعد الحشد، سابقا وقبل السقوط من السهل دول الغرب تشكل تحالفا، وتأتي وتحتل العراق وبرمشة عين، او اي شخصية في الداخل كان بإمكانه ليس التفكير وفقط؛ وإنما القيام فعليا بانقلاب على الدولة، وبالتوقيت والساعة التي يريدها، اما الان وبوجود الحشد الشعبي؛هذه المخططات جميعها تفشل قبل التفكير بها، ولذا كان لزاما عليهم ان يلجأوا الى الحروب الناعمة والنفسية، وضرب الداخل فيما بينهم، والبحث عن أدوات تساعد على الفتنة، وصنع أبطال وهميين لا يملكون بطولات حتى على مستوى ألعاب البلايستيشن.
فلذا اليوم ليس غريب ان تسمعوا مثلا الحشد لم يكن موجودا أصلا في معارك التحرير، وإنما شاهدنا شباب تلك المناطق يدافعون بكل بسالة عن أرضهم وبشرف، فيما كانوا شباب الشيعة يتنزهون، ومسافرين للسياحة في البلدان المجاورة، او يبحثون عن اللجوء خوفا من اجتياح التنظيم لمناطقهم، اذن لا تنصدموا بمثل هذه الاخبار او التصريحات، وقد يمكن يصل الحال بهم يطبعون كتب يتحدثون عنك وعن خذلانك؛ وانت ماسك الكتاب بيد واحدة وتقرأ؛ لان يدك الأخرى تقطعت بينما كنت تحاول الصعود في قارب النجاة على السواحل التركية للهرب، او قد تكون تقرأ وانت لا تملك إلا عينا واحدة او رجل واحدة، او قد يكون إبنك هو الذي يقرأ عن خذلانك، ولا يعلم عنك شيئا وكيف كان موتك وأين ولماذا.
هذه الأمور لا تستبعدوها وأنتم تنتمون لمثل هذه القوة الإقليمية الكبيرة، التي صفعت كل من أراد النيل من أمن الشيعة أولا ثم امن الوطن، فلم يسبق للشيعة ان يمتلكوا مثل هذه القوة الرهيبة، ذات الإمكانيات العظيمة التي تسر عين الناظرين، سبحان الذي جعل الفرد الشيعي يتحول من فرد مهان ومذلول ومسحوق، إلى فرد يجلس بكل طمأنينة في منزله ويشاهد إخوته وأهله وناسه يستعرضون في الحشد بمثل هذه الإمكانيات المتطورة.
لا تقيموا وزنًا لكل ما يقال، فبمقدار الألم يكون الصراخ ولربما أقوى.