أبعاد- كتب: احمد الحربي ..
تغطى المصالح الاقتصادية الدول إن كانت كبرى أو صغرى على أهمية وجود واستمرار تلك الدول، وما يحدث اليوم هو ناتج تفاعلات الحرب الروسية الاوكرانيه وتأثيرها على السياسة الاقتصادية لدول أوربا بشكل مباشر وعلى العالم بشكل أوسع.
وفي ظل المتغيرات المتسارعة في الشرق الأوسط، تم وأعلن على عدد من اللقاءات بين الدول الكبرى من جهة ودول والعربية وجوار الشرق أوسط من جهة أخرى.
كانت على رأسها زيارة الرئيس بايدن للمملكة العربية السعودية للإعلان عن قمة الرياض والتي سبقتها زيارة للكيان الصهيوني، والتمهيد لمراحل أخرى من العلاقات التي رافقتها بعض الشكوك في أهدافها النهائية، زامن كل هذا الإعلان عن قمة بين الرئيس الروسي ونظرائه الإيراني والتركي في العاصمة الإيرانية طهران.
البداية أوكرانيا
منذ أن بدئت دول أوربا (لعبة الطاقة والغاز) الخطرة، وأرسلت أوكرانيا الى وكر الدب الروسي بحسابات خاطئة معتمدة على الدعم الأمريكية؛
فوجئت بأن الجانب الروسي كان مستعدا عسكريا واقتصاديا لكل من الدول الأوربية والولايات المتحدة، مما أثر بشكل حاد وسيء على الاقتصاد (الأورو أمريكي)، مهدداً بانهيار بعض الأنظمة السياسية في أوربا، وسقوط بعض الحكومات، بالإضافة الى غرق السوق الأمريكي بالكساد والتضخم، في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه، ومحاولة الولايات المتحدة إنقاذ شركائها الأوربيين، من مستنقع الحرب غير المعلنة على روسيا بعد قرار الأخيرة، قطع شريان الحياة (النفط والغاز ومنع أوكرانيا من تصدير القمح الى أوربا) بسبب العمليات العسكرية الدائرة هناك بسبب الحرب، خاصة إن معظم هذه الدول لم تتعافى بشكل كامل حتى الأن، أثر جائحة كورونا.
مما أضطر الرئيس الأمريكي الى محاولة لملمة شركائه في منطقة الشرق الأوسط والسعي لحل معظم المشاكل العالقة هناك (الحرب السعودية اليمنية والحرب في سوريا ومشكلة التطبيع مع الكيان الصهيوني والملف النووي الإيراني) وإيجاد ما يعرف بالناتو العربي، والذي يقف على رأس قائمة المشاكل الواجب حلها.
كل هذا لضمان التدفق وإيجاد بديل عن النفط والغاز الروسي، لصالح الشريك الأوربي من منابع الشرق الأوسط.
بالتالي مثل هذا الوضع يتيح الفرصة لعدد من الدول أن تطالب بعدد لا بأس به من التنازلات المشروطة، مثل إيران وتركيا وبإسناد روسي، لذ كان الإعلان عن لقمة الثلاثية الروسية الإيرانية التركية.
وحتى يتم إقرار مخرجات اللقاءين بشكل نهائي تبقى سيبقى العالم وليس الشرق الأوسط حسب على برميل بارود قابل للانفجار في أي وقت.