اكتشف الفلكيون في الأعوام القليلة الماضية ما يزيد عن ألف كوكب خارج نظامنا الشمسي.
وتنتمي غالبيتها إلى صنف ما يسمى بـ”المشتريات الساخنة” والعمالقة الغازية التي تبعد مسافة قصيرة نسبيا عن نجمها. وتشبه الكواكب المكتشفة الكثيرة المشتري وغيره من العمالقة الغازية في نظامنا الشمسي.
أما علماء الكواكب فاكتشفوا مؤخرا كوكبا ضخما يبعد عن نجمه مسافة هائلة حسب مقاييس نظامنا الشمسي.
واتضح أن الكوكب المذكور يبعد عن نجمه مسافة تزيد 110 مرة عن المسافة التي تفصل أرضنا عن الشمس، الأمر الذي يتناقض مع كل النظريات المتفق عليها فيما يتعلق بتشكل الكواكب داخل أنظمة نجمية.
أفاد بذلك المكتب الصحفي لمركز “نوفا” الهولندي للبحوث العلمية نقلا عن مقال نشرته مجلة Astronomy& Astrophysics .
وجاء في المقال أن من الصعب إيضاح وجود كوكب 2b YSES من وجهة نظر النظرية المعاصرة التي تصف عملية تشكل العملاقة الغازية. ويستبعد العلماء أن يتشكل الكوكب المذكور في مكان يتواجد فيه حاليا لنقص المادة اللازمة لتشكيله.
وتهم الفلكيون منذ زمن بعيد أين وكيف تنشأ كواكب ضخمة كهذه وهل توجد ضمنها كواكب تشبه الأرض تستطيع الحفاظ على الحياة. لكن الفلكيين عجزوا حتى الآن الإجابة عن هذا السؤال لغياب صور فوتوغرافية ومعلومات عن مكونات الكواكب الكيميائية.
وحاول فريق يضم العلماء من أوروبا وتشيلي والولايات المتحدة تحت إشراف مساعد الأستاذ في جامعة لايدن، البلجيكية، فرانك سنيك، الحصول على تلك الصور الفوتوغرافية في إطار مشروع YSES الهادف إلى دراسة ضواحي مئات النجوم الفتية التي تشبه الشمس من حيث أبعادها وكتلتها وتقع في كوكبة Scorpio-Centauri.
واكتشف العلماء هناك 3 كواكب ضخمة تزيد كتلتها عن كتلة المشتري بمقدار 6-12 مرة واستطاعوا الحصول على صورها الفوتوغرافية بعد أن خلصوها من ضوء نجومها وذلك باستخدام التلسكوبات الأوروبية والتشيلية البصرية القوية. وبينها كوكب 2b YSES الضخم لفت أنظار الفلكيين لبعده عن نجمه. واتضح أنه يبعد عن نجمه مسافة تزيد بمقدار 20 مرة عن مسافة تفصل المشتري عن الشمس.
وافترض الفلكيون أن كوكب 2b YSES لم يكن دائما في مداره الحالي بل قذفت به قوة التعامل بين الجاذبيات إلى ضواحي النظام النجمي حيث التقطته قوة جاذبية نجم آخر ونقلته إلى مدار بعيد.