طالب مجلس الامن التابع للامم المتحدة في قرار له جميع اطراف القتال في العالم بحماية المدارس والمستشفيات وشبكات الكهرباء وإمدادات المياه وغيرها من البنى التحتية ، حيث اعتمد بالإجماع قرارًا يركز لأول مرة على دمار المتطلبات المدنية الحيوية في النزاعات من سوريا وأفغانستان إلى جنوب السودان أوكرانيا.
ونقلت صحيفة واشنطن تايمز الامريكية في تقرير ان” القرار يدين بشدة الهجمات العشوائية أو غير المتناسبة التي تحرم المدنيين من الاحتياجات الأساسية ، الأمر الذي ينتهك القانون الإنساني الدولي، كما يطالب جميع أطراف النزاعات المسلحة بالامتثال لهذه القوانين ويشدد على ضرورة ضمان المساءلة عن الانتهاكات”.
واضاف ان ” القرار الذي رعته فيتنام تم تبنيه بالاجماع في اجتماع افتراضي رفيع المستوى لمجلس الأمن برئاسة وزير الخارجية الفيتنامي بوي ثانه سون ، الذي تتولى بلاده رئاسة المجلس هذا الشهر. وقد شارك في رعايته حوالي 65 دولة ، بما في ذلك 14 دولة أخرى في أقوى هيئة في الأمم المتحدة”.
وقال وزير الخارجية الفيتنامي بوي ثانه سون “غالبًا ما نقيس عواقب النزاعات من حيث عدد الضحايا المباشرين للعنف ، لكن الآثار غير المباشرة وطويلة المدى للضرر الواسع النطاق للبنية التحتية الأساسية المدمرة بنفس القدر، فعلى سبيل المثال ، في النزاعات التي طال أمدها ، يكون الأطفال أكثر عرضة للوفاة من الأمراض المرتبطة بالمياه غير المأمونة والصرف الصحي أكثر من العنف في النزاع”.
واضاف ان ” فيتنام لديها معرفة مباشرة مشيرا إلى عقود من الحروب التي دمرت المدارس والمستشفيات والطرق وأنظمة الكهرباء والمياه والصرف الصحي في البلاد وتلوثت أراضيها الزراعية وبيئتها”، مبينا ان ” التاريخ ، ولسوء الحظ، يكرر نفسه باستمرار وقد ركز مجلس الأمن في كثير من الأحيان على حماية الناس مع القليل من الاهتمام لتأمين وسائل بقائهم”.
من جانبه اعرب منسق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة مارك لوكوك عن اسفه لأن العقدين الماضيين قد شهدا “ظهور جماعات إرهابية عابرة للحدود ترفض تمامًا قوانين الحرب” وتستخدم “أيديولوجياتها العدمية لتبرير أعمال عنف لا توصف ضد المدنيين”.
واستشهد لوكوك أيضًا بقطع تنظيم داعش الارهابي إمدادات المياه عن محافظة حلب في سوريا في عام 2016 مما أثر على حوالي مليوني شخص ، وجماعة بوكو حرام في نيجيريا التي تسمم مصادر المياه ، والقتال في أوكرانيا وليبيا دمر البنية التحتية للمياه ، وحكومة جنوب السودان حيث الجنود يسرقون مضخات المياه في بلدة مبورو”.
واشار الى ان “ما وجد صعوبة خاصة في هضمه هو الهجمات الممنهجة على المنشآت الطبية في سوريا، حيث أحصت منظمة الصحة العالمية 250 هجومًا من هذا القبيل بين عامي 2018 و 2020 فقط. قُتل حوالي 1000 عامل في مجال الرعاية الصحية في تلك الهجمات هناك على مدار السنوات العشر الماضية “.