شهدت الأسواق العالمية، الاثنين، موجة عاتية من التراجعات الجماعية للذهب والنفط والأسهم تحت وطأة الضغوط العنيفة التي تتعرض لها الأسواق.
وما بين بيانات صينية صادمة بشأن تباطوء التعافي في ثاني أكبر اقتصادات العالم، مرورًا بزيادة التصعيد عسكريًا من الصين تجاه تايوان عقب وصول وفد أمريكي من الكونجرس إلى تايوان تبدلت شهية المخاطر.
وجنبًا إلى جنب من هذا وذاك تترقب الأسواق محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الذي عقد في يوليو وسيصدر الأربعاء،حيث يقدم دلائل على الظروف التي قد تدفع البنك نحو زيادة التشديد مرة أخرى في سبتمبر.
ولم ينجو من مقصلة التراجعات تلك خلال تعاملات اليوم الإثنين إلا الدولار الذي حلق منفردًا ليتجاوز مستويات الـ 106 نقطة مقابل سقوط العملات الرئيسية ومؤشرات وول ستريت في فترة ما قبل التداول تزامنا مع تقهقر الملاذ الآمن دون مستويات الـ1800 دولار
وول ستريت
وانخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية في فترة ما قبل التداول بصورة جماعية ليهبط مؤشر داو جونز الصناعي في حدود 0.7% أو ما يعادل 230 نقطة إلى مستويات 33490 نقطة.
وهبط مؤشر ستاندرد أند بورز 500 الوسع نطاقًا بنسبة 0.7% أو ما يعادل 30 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك لأسهم التكولوجيا بنسبة 0.5% أو ما يعادل 65 نقطة خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين.
وسجل مؤشر استاندرد أند بورز بنهاية تعاملات الجمعة الماضية رابع مكاسب أسبوعية على التوالي، في أطول سلسلة منذ نوفمبر، بينما ارتفعت مؤشرات داو جونز وناسداك.
تباين واضح
وخلال تلك الأثناء تباينت رؤية البنوك الأمريكية حول سوق الأسهم، حيث قال بنك مورجان ستانلي (NYSE:MS) في مذكرة الإثنين أن الارتفاع الحاد الذي سجلته السوق منذ يونيو يعتبر مجرد توقف فقط في سوق هابطة،.
وتوقع مورجان ستانلي تراجع أسعار الأسهم في النصف الثاني من العام مع ضعف الأرباح، ومواصلة ارتفاع أسعار الفائدة، إلى جانب تباطؤ الاقتصاد.
وقال مايكل جيه ويلسون الخبير الاستراتيجي لدى البنك أن الانتعاش الحالي مبالغ فيه، مشيرًا إلى المخاطر التي يشكلها الاقتصاد والسياسة النقدية الأكثر صرامة والرؤية المستقبلية لأرباح الشركات.
وفي المقابل يرى جيه بي مورجان تشيس أن الارتفاع الذي دفع مؤشر ناسدك 100 للصعود بأكثر من 20%، قد يستمر حتى نهاية العام، ولك في رؤية مغايرة لمورجان ستانلي.
ويؤيد التباين بشأن سوق الأسهم الأمريكية حالة التقلب التي تعيشها الأسواق، في ظل بيانات تشير إلى تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة، بينما مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي أشاروا إلى أنهم سيستمرون في رفع الفائدة بقوة حتى يتم كبح زيادات أسعار المستهلكين.
الذهب يسقط
وسقطت أسعار الذهب خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين قرب مستويات الـ 1790 دولار للأوقية بتراجع في حدود 1.5% مقابل 1818.9 دولار في وقت سابق من التعاملات لينزل الذهب إلى أدنى مستوى منذ أسبوعين.
وخسر الذهب الان ما يقرب من 20 دولار بعدما تراجغ في وقت سابق 25 دولارليفشل في الحفاظ على ارتفاعات يوم الجمعة الماضي بنسبة 0.5% أو ما يعادل 8.30 دولار لتصل إلى 1815.50 دولار للأوقية، بعدما سجل مكاسب أسبوعية 1.3% في أطول فترة مكاسب أسبوعية منذ ديسمبر 2021.
وقال توماس باركين رئيس الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند الجمعة أن البنك المركزي بحاجة لمواصلة رفع الفائدة حتى يصبح واضحًا أن التضخم يعود إلى مستهدفه البالغ 2%.
الدولار ينتفض
في المقابل ارتفع مؤشر الدولار تزامنا مع تصاعد حدة التوترات بين بكين واشنطن عقب وصول وفد من الكونجرس الأمريكي أمس الأحد إلى تايوان، لتعلن الصين عن مناورات جديدة يصفها المسؤولين في تايوان بأنها بروفة للغزو.
وعززت تصريحات مسؤولي الفيدرالي من إقبال المتداولين على مؤشر الدولار حيث باتت توقعات الفائدة تتجه إلى زيادة في حدود 50 نقطة إلى 75 نقطة أساس بينما تترقب الأسواق اجتماع مسؤولي الفيدرالي ابأربعاء المقبل.
وارتفع مؤشر الدولار الرئيسي خلال هذه اللحظات بأكثر من 0.7% وصولا إلى مستويات قرب الـ 106.4 نقطة مقابل سلة من العملات الرئيسية خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين.
انهيار النفط
نزلت أسعار النفط خلال هذه الحظات من تعاملات اليوم إلى أدنى مستوياتها منذ يناير 2022 أي ما يقرب منذ ما يقرب من 7 أشهر حيث اقترب الأسعار من قاع 2022.
وهبط الخام الأمريكي الخفيف نايمكس في حدود 5.3% أو ما يعادل 5 دولار للبرميل نزولا إلى مستويات دون الـ 87 دولار للبرميل خلال هذه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين.
وفي المقابل انخفض خام برنت القياسي خلال هذ ه اللحظات من تعاملات اليوم الإثنين بأكثر من 5 دولار للبرميل نزول إلى مستويات دون الـ 93 دولار للبرميل بتراجع في حدود 5.4%.