يصنف الانتحار كنقطة سوداء في سيرة الأشخاص، لينهي السكون فصولها فجأة بينما تهتز حياة المحيطين.
وتنذر تقارير منظمة الصحة العالمية بمدى انتشار هذه الظاهرة، مبينة أن ما يُقدر بنحو 703000 شخص ينتحرون سنويًا من حول العالم.
وبحسب المنظمة، فإن ما يقرب من 135 شخصًا يتأثرون بنتيجة كل انتحار، بما في ذلك الحزن الشديد. وعليه، فإن 108 ملايين شخص يتأثرون سنويًا بشدة بالسلوك الانتحاري.
ولمنع الانتحار، اختارت الرابطة الدولية لمنع الانتحار بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية في عام 2003 العاشر من سبتمبر/ أيلول، ليكون في كل عام يومًا للتوعية بإمكان منع الانتحار.
ويشهد عدد من الدول العربية زيادة ملحوظة في نسب الانتحار. وسجل العراق 772 حالة انتحار عام 2021، في ارتفاع يُقدر بنحو 100 حالة عن عام 2020.
ووفقًا لإحصائيات قيادة الشرطة، وصلت حالات الانتحار في البصرة إلى 114 حالة عام 2021، كانت ما نسبته 77% منها بين غير المتعلمين. وعُد الذكور المنتحرون 67% من تلك الحالات.
وفي لبنان، كشف مؤتمر نظّمه البرنامج الوطني للصحة النفسية ومنظمة الصحة العالمية وجمعية “إمبرايس” بدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية والمعهد العالي للأعمال، تحت عنوان “كسر الصمت حول الانتحار” أرقامًا مثيرة للقلق.
وبيّنت الإحصائيات بأن حالات الانتحار تشهد منذ عام 2016 ازديادًا مطردًا بلغت نسبته 35.5%، وبأن شخصًا واحدًا على الأقل يُقدم على الانتحار في لبنان كل 48 ساعة.
أما مصر، التي تحتل المرتبة الأولى عربيًا من حيث عدد حالات الانتحار وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية، فقد أفادت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني، بأن حالات الانتحار تزايدت في البلاد بشكل واضح خلال السنوات الماضية.
وقالت المؤسسة إن تلك الحالات تزايدت وتيرتها لأسباب مختلفة؛ ذات طابع اقتصادي واجتماعي وسياسي.
وفي ملخص تقريرها حول حالات الانتحار في الربع الأول من عام 2022، أشارت إلى تصاعد نسب الانتحار بـ127 حالة انتحار و16 محاولة خلال الفترة “كامون الثاني، شباط وآذار”.