كشف تقرير لصحيفة الواشنطن بوست الامريكية ان عملية نشر لقاح فايروس كورونا في العراق كانت تتعثر منذ عدة اسابيع ، حيث منعت اللامبالاة والخوف والشائعات الكثيرين من تلقي التطعيم على الرغم من الارتفاع الخطير في الإصابات ودعوات الحكومة للأشخاص للتسجيل على اللقاحات.
وذكر التقرير ان ” العملية تطلبت تأييدا علنيا من رجل دين ذي شعبية واسعة وتم تصويره الاسبوع الماضي وهو يتلقى اللقاح من اجل تغيير الامور باتجاه توجيه الناس بضرورة الحصول على اللقاحات ضد الوباء”.
واضاف ان ” العراق يصارع موجة ثانية من حادة من جائحة فايروس كورونا. ارتفعت أعداد الحالات الجديدة إلى أكثر من 8000 حالة يوميًا الشهر الماضي ، وهي أعلى نسبة على الإطلاق. كان الدافع وراء الزيادة إلى حد كبير هو اللامبالاة العامة تجاه الفايروس، حيث ينتهك الكثيرون بشكل روتيني القيود المتعلقة بالفيروسات ، ويرفضون ارتداء أقنعة الوجه ويستمرون في عقد التجمعات العامة الكبيرة، لكن مع ذلك انخفضت المعدلات اليومية في الأسبوع الماضي ، مع الإبلاغ عن 5068 حالة جديدة يوم الاثنين الماضي”.
وتابع ان ” وزارة الصحة العراقية حاولت مرارًا وتكرارًا طمأنة العراقيين بأن اللقاحات ليست ضارة ، لكن هذا لم يقنع الكثيرين ممن لديهم عدم ثقة طويل الأمد في نظام الرعاية الصحية الذي لم يتغير إلى حد كبير منذ السبعينيات ،بل تعرض للتراجع بسبب عقود من الحرب والعقوبات والاضطرابات المطولة منذ الغزو الأمريكي عام 2003 و لم تستثمر الحكومات المتعاقبة سوى القليل في هذا القطاع”.
واوضح التقرير ان ” الكثيرين في العراق اصبحوا يتجنبون الذهاب الى المستشفيات العامة وحتى الآن ، تم تطعيم أقل من 380 ألف شخص بشكل كامل في الدولة التي يبلغ عدد سكانها 40 مليون نسمة”.
من جانبه قال الأستاذ المساعد في طب المجتمع في جامعة بغداد فارس اللامي إن الحكومة يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها فاسدة وأن أفعالها منذ بداية الوباء لم تؤد إلا إلى تعميق انعدام ثقة الجمهور”، مستشهدا ببعض الممارسات التي جرت في بداية الوباء مثل استخدام قوات الأمن لأخذ المرضى من منازلهم وكأنهم مجرمين ، وإيقاف دفن المتوفين جراء الفايروس لعدة أسابيع”.
واوضح اللامي ان ” هناك سياسات إشكالية حالية، فعلى سبيل المثال ، قال إن المرضى المعرضين لمخاطر عالية ، مثل أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو أمراض نقص المناعة ، يتعين عليهم الانتظار داخل المستشفيات للحصول على حقنهم ، مما يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى. وفي الوقت نفسه ، يمكن للأشخاص الذين لديهم علاقات شخصية الحصول عليها بسهولة”.
واوضح أن ” قيام شخصية سياسة او دينية بالتشجيع على اخذ اللقاح امر ايجابي لكن الأيديولوجية التي تقوم على المتابعة العمياء لقرار أي شخص هي كارثة في حد ذاتها”.
واشار التقرير الى أن ” العراق تلقى 336 الف جرعة من لقاح استرازينكا في اواخر شهر آذار الماضي وأصبح العراقيون فوق سن 18 مؤهلين للحصول على اللقاح. في الشهر الماضي ، فيما وصلت الشحنة الأولى من جرعات بيفزر إلى البلاد ، بواقع 49 الف جرعة ، من جانبها قالت ربي حسن المسؤولة في وزارة الصحة إن ” كل اللقاحات التي وصلت العراق آمنة وفعالة … لكن حتى هذه اللحظة هناك بعض المواطنين يخشون أخذ اللقاح نتيجة إشاعات كيدية”.
وبين التقرير ان ” وزارة الصحة ادخلت بعض الاجراءات لدفع العراقيين الى اخذ اللقاح مثل فرض قيود السفر لأولئك الذين لا يستطيعون إبراز بطاقة التطعيم وفصل الموظفين من المتاجر ومراكز التسوق والمطاعم. في حين أن الإجراءات دفعت المزيد من الناس إلى البحث عن اللقاحات ، إلا أنها أربكت وأغضبت الجمهور الذي لا يزال متحفظًا إلى حد كبير”.