أبعاد- كتب / زيد الحسن
بعد مخاض عسير ، وتصريحات نارية لمختلف القوى السياسية ، ولجميع قادة البلد المرموقين او مايسمونهم الخط الاول ، جميعهم كانوا يصرخون (قوت الشعب ) و (مصالح الشعب ) متوقفة بسبب الانسداد السياسي ، وبعد ان من الله عليهم بالفرج ، تبين لنا انهم يملكون حس الفكاهة ، فقد اتحفونا بنكتة الموسم .
يراقب الشعب العراقي العملية السياسية بقهر شديد ، وقلق دائم بعد ان كانت المؤسسة الشرعية بيد المتظاهرين ، وكنا نسمع ان الموازنة لن تقر الا بعد اجتماع المجلس و تشكيل حكومة ، واكثر ماكان يقلق الناس هي رواتبهم المتعلقة بتلك الموازنة اللعينة ، فاصبح الشارع بين مؤيد لمنع النواب من عقد جلساته وبين رافض ، حتى رمى المتظاهرين الكرة في مرمى النواب ، وعادت جلسة البرلمان بهيبتها و وقارها ، وقطعت الجسور وانتشرت حشود العسكر لتؤمن للسيد النائب الوصول الامن ليمارس دوره الذي شرعه الدستور ، واصبحنا دون وعي منا نعقد الامل بناصية هذا المجلس لننعم بتحقيق الحق ونصرة هذا الشعب المسكين .
سنة كاملة مرت دون جلسات والحكومة تصرف الاعمال بانسيابية عالية وبقرارات لانفقه شيئاً منها ، حتى تلك المديرية الوديعة الامنة الطيبة ( مديرية المرور) شحذت اسنانها لتزف لنا بشرى ( جهاز الهزة ) تلك الهزة التي تبعثر سيارات الفقراء وتجعلها حطاماً ، لم يعد لدينا ادنى شكل بان السياسي ينصب لنا العداء ، فكل مايقررونه يصب في ايذاء الشعب المسكين بطريقة او باخرى .
بعد ان استقر مجلس نوابنا الموقر ، و ادى النواب البدلاء يمينهم الدستوري ، اعلنوا قرأتهم الاولى لقانون ايجار العشوائيات للمتجاوزين ، قرار ظاهره يصب في مصلحة المواطن ، وحقيقته بشعة ومضحكة في نفس الوقت ، بشاعته تكمن في تفكير هؤلاء القوم الذين تركوا مشاكل العراق الكبرى ونزلوا لموضوع التجاوزات ، وسبب كونه مضحك انهم لايملكون وسائل جباية ولا سلطة تستطيع ان تجبر احدا على دفع دينار واحد ، اذن ماسبب تشريع هكذا قانون او قرار ؟ لابد من سبب اخر اقوى ليجعل المولود الاول لبرلماننا الذي ظهر بعد غيبة امدها عام يكون ( بصلة ) ؟، نعتقد ان السبب هو سوء الخاتمة لهؤلاء القوم .
نقترح ان تأخذ مديرية المرور برلمانيو العراق ، وتخضعهم لهزتها وليسقط منهم كل تفكير مريض يراد منه ترويض هذا الشعب ، فقرارهم ليس له قيمة اكبر من قيمة البصلة .