أبعاد- تقرير
في إحصائية مخيفة، حيث قرابة 40 ألف طن يوميًا من النفايات يرميها العراق، تحتوي على العديد من العناصر القابلة لإعادة التدوير والاستفادة، بين علف للحيوانات او انتاج الكهرباء او مواد صلبة ومعادن.
ومنذ سنوات طويلة تتحدث الجهات المختصة في الحكومة العراقية عن خطط مشاريع لإعادة تدوير النفايات والاستفادة منها، الا انه لم يتحقق شيئًا حتى الان، وسط مبررات غريبة لتأخر هذا المشروع من بينها “انعدام ثقافة عزل وتصنيف النفايات لدى الشعب العراقي”!
وأعلنت وزارة البيئة مجددًا عن توجه حكومي لتشريع قانون جديد لمعالجة المخلفات الصلبة، وفيما اشارت الى التحرك لاستثمار بقايا الطعام في النفايات كعلف للحيوانات.
وقال مدير الدائرة الفنية في الوزارة، عيسى فياض، إن “ظاهرة حرق النفايات هو موضوع غير قانوني، إذ أن أغلب مواقع الطمر الصحي غير حاصلة على الموافقة البيئية”.
وأضاف، “بتوجيه من رئاسة الوزراء، نعمل على تشريع قانون جديد لمعالجة المخلفات الصلبة بالتعاون مع امانة بغداد ووزارة البلديات وهيئة الاستثمار”، مبيناً أن “القانون تضمن شروطاً مبسطة للمستثمرين، لإنتاج الطاقة الكهربائية واستثمار غاز الميثان”.
وأوضح، أن “كل شخص يولد من كيلوغرام إلى كيلوغرام وربع الكيلوغرام من المخلفات في عموم العراق، ففي محافظة بغداد يومياً تنتج ما بين 8 آلاف الى 10 آلاف طن من المخلفات، 40% منها نفايات عضوية أي بقايا الطعام”، مؤكداً “وجود خطوة جديدة وعلمية لاستثمار مخلفات الطعام، من خلال اضافة مادة بروتينية لاستخدامها كإعلاف للحيوانات”.
وأشار إلى، أن “أمانة بغداد كان لديها مشروع منذ عام 2006 لفرز وتدوير النفايات، لكن لم تحصل على الموافقات لوجود مقترح لإقامة مجمعات سكنية، وبالتالي ستؤثر في صحة المواطنين”، موضحاً، ان “وجود مواقع الطمر الصحي في بعض المحافظات قرب السجون، أدى إلى حصول حالات اختناق لبعض السجناء”.
وبانتاج كليو الى كيلو وربع من النفايات من قبل كل مواطن يوميًا، فهذا يعني ان قرابة 40 الف طن يوميًا ينتج العراقيون من النفايات.
ويولد كل الف طن، قرابة 40 ميغا واط، مايعني ان الـ40 الف طن التي يرميها العراق يوميًا من النفايات، تولد اكثر من الف و600 ميغا واط من الطاقة الكهربائية، وهي طاقة تعادل محطة كهربائية تستهلك غازا بكمية 400 مقمق، وهو مايعادل 25% من الغاز الايراني.
وبينما يستورد العراق من إيران 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميًا لتشغيل نحو 7 الاف ميغا واط، وبكلفة 1.5 مليار دولار سنويًا، فهذا يعني ان نفايات العراق قادرة على توفير قرابة 400 مليون دولار سنويًا.
تغذية المواشي
ويبلغ معدل ما تستهلك الحيوانات من مواشي واغنام وابل وغيرها قرابة 10 كيلوات من العلف يوميًا، وباحتساب ان نصف النفايات في العراق هي مواد عضوية يمكن تحويلها الى علف، فأن قرابة 20 الف طن من النفايات العضوية التي يرميها العراق يوميًا، قادرة على اطعام وتغذية مليوني رأس من الحيوانات يوميًا، في الوقت الذي يمتلك العراق قرابة 20 مليون رأس من مختلف انواع الحيوانات والمواشي والانعام بحسب تقديرات سابقة.