تقرير – أبعاد
لا حلول تلوح في أفق الحرائق، اذ سجلت مديرية الدفاع المدني أكثر من 16 الف حادث حريق منذ بداية العام الجاري ولغاية اليوم.
الأجواء الحارة، والاستخدام الخاطئ للكهرباء والفوضى في المخازن وغياب اجراءات الصحة والسلامة، جميعها أسباب أدت الى توسع الحرائق والخسائر المادية والبشرية.
ولا ينسى العراقيون فاجعتي حريق مستشفى ابن الخطيب في العاصمة بغداد، وحريق مستشفى الحسين التعليمي في محافظة ذي قار، اللذان أسفرا عن استشهاد وإصابة المئات من المرضى ومرافقيهم نتيجة غياب شروط السلامة اللازمة.
ويقول مدير عام مديرية الدفاع المدني اللواء كاظم بوهان، إن “الأجواء الحارة عاملٌ مساعد على اندلاع الحرائق إلا أن أغلب الحرائق يعود إلى المخالفات الكثيرة على الأرض والتي تبدأ بالتسليك الخاطئ واستخدام النقاط الكهربائية من مناشئ رديئة وكثرة المولدات الكهربائية وانتشار خزانات الوقود قربها واستخدام مواد البناء من (السندويش بنل) والتغليف”.
وأضاف، أن “المخالفات تشمل كذلك إضافات البناء خارج الضوابط وانتشار المخازن والأسواق العشوائية وعدم توفير متطلبات السلامة والأمان وتغير جنس المباني من سكنية إلى مخازن كل هذه الأمور وفرت مناخات خصبة مع ارتفاع درجات الحرارة لحصول الحرائق”.
وأشار بوهان إلى أن “ملف الحرائق مركب وصعب، وإن لم تكن هناك إجراءات لإزالة المخالفات فلن يتراجع عددها”، لافتا إلى أن “عدد الحرائق في عام 2010 كان يقارب 15 ألف حريق بينما خلال السنوات الثلاث المنصرمة تجاوزت 30 ألف حريق كمعدل وهذا يعني تضاعف العدد المسجل بسبب كثرة المخالفات”.
وأوضح، أن “الإحصائية المسجلة خلال الأشهر الثمانية الأولى وصلت إلى ما يقارب 16 ألف حريق وهذا فيه معاناة كبيرة للدفاع المدني واستهلاك كبير لموجوداتها من الأليات والمعدات إضافة إلى أن مواد الإطفاء تنفذ بشكل سريع مع الاستخدام الواسع بسبب زيادة الحرائق نتيجة المخالفات التي ماتزال ماثلة من دون رقيب ومن دون تدخل المعنيين”.
وتابع بوهان، “أجزم بأنه لا يوجد جهل لمتطلبات الدفاع المدني وإنما يوجد تجاهل ويغذيه غياب الرقيب والحساب”، مشيرا إلى أن “دوائر البلدية معنية بإزالة المخالفات ومراقبة الإنشاءات الجديدة من مخازن وأبنية وفق شروط منصوص عليها في دليل الإرشاد المرجعي ولا خلاف عليها”.
وكان لشهر تموز الماضي حصة الأسد، حيث سجل أكثر من 3077 حادث حريق في عموم العراق، وهو أعلى معدل خلال السنوات الماضية، بحسب بيان لمديرية الدفاع المدني.
من جانبه، يقول مدير إعلام الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن، إن “أسباب الحرائق متعددة وأحصتها مديرية الدفاع المدني، لكن يبقى السبب الأبرز والذي يؤشر لدينا لعدة أعوام متتالية هو التماس الكهربائي، وهذا الموضوع حقيقة أسبابه واضحة وهي تذبذب الطاقة بين المولدات الأهلية والكهرباء الوطنية فضلاً عن المولدات الصغيرة المستخدمة في البيوت، فضلا عن تحميل الأجهزة الكهربائية أكثر من الأحمال المقررة لها”.
وأضاف عبد الرحمن، أن “كثيراً من النقاط الكهربائية التي يتم اقتنائها، للأسف الشديد، ذات مناشئ غير رصينة وغير جيدة لذلك يتكرر التماس الكهربائي وهو السبب الأبرز في حصول حوادث الحريق، وعملت المديرية على برنامج التوعية في الكثير من المناسبات مع العلم أن التماس الكهربائي هو أحد اسباب الحرائق العالمية وليس في العراق”.
ولفت إلى أن “هناك أسباب أخرى من بينها عبث الأطفال وكثرة النزاعات العشائرية والحرائق البترولية بسبب الاهمال ومصادر النيران الخارجية إضافة إلى الخزن العشوائي في المخازن التجارية المنتشرة في بغداد والمحافظات”.