أبعاد- تقرير
يعد ملف “الدعم الحكومي” للطاقة في العراق، أحد اهم الملفات الجدلية في البلاد، حيث يشير الخبراء الى ضرورة ايقاف الدعم ولاسيما للبنزين والكهرباء، مؤكدين ان الدعم الحكومي في الحقيقة يذهب الى “الاغنياء” اكثر من الفقراء لأن استهلاك الاغنياء من الطاقة اكثر من استهلاك الفقراء.
وهذا يرى مختصون ضرورة رفع الدعم عن الطاقة او على الاقل رفعه عن الاغنياء فقط، فيما تشير الارقام التي اعدتها “أبعاد” إلى أن الدولة تخسر يوميا قرابة 1.4 مليار دينار يوميًا بسبب دعم الوقود للاغنياء.
يستهلك العراقيون يوميا قرابة 29 مليون لتر من البنزين يوميًا، يستورد منها 14 مليون لتر من البنزين المحسن والسوبر تقريبا، وباسعار مرتفعة بمعدل دولار للتر الواحد، وبينما تقوم الوزارة بخلط نحو 10 مليون لتر من البنزين المحسن مع النفثا لانتاج البنزين العادي الذي يباع بـ450 دينارا للتر الواحد، تشير حسابات “يس عراق” إلى أن الدولة تبيع 3 ملايين لتر كبنزين محسن، ومليون لتر كبنزين سوبر.
يتفق المختصون على ان الاغنياء اصحاب السيارات الحديثة هم من يقبلون على شراء هذه الانواع من البنزين، حيث ان الدولة تستورد المحسن بواقع الف دينار للتر الواحد وتبيعه بـ650 دينارا للتر الواحد، مايعني اقل بـ350 دينارا للتر الواحد تخسره النفط في كل لتر، ووبيع 3 ملايين لتر يوميا فان خسائر النفط ستكون بواقع اكثر من مليار دينار يوميا.
اما البنزين السوبر فتستورده الدولة بـ1350 دينارا للتر الواحد، وتبيعه بالف دينار للتر، مايعني خسارة 350 دينارا للتر الواحد ايضا، فهذا يعني ان النفط تخسر 350 مليون دينار يوميا بالمليون لتر من البنزين السوبر الذي تبيعه.
وبذلك ستكون خسائر الدولة عموما 1.35 مليار دينار يوميا او نحو 41 مليار دينار شهريًا، او اكثر من 15 تريليون دينار سنويا (اكثر من 10 مليار دولار)، حيث ان جميع هذه الخسائر ناجمة من “دعم الوقود للاغنياء”.
وتمثل الـ10 مليار دولار التي تبقى في “جيوب الاغنياء” اصحاب السيارات الفخمة، مايعادل موازنة وزارة الكهرباء السنوية بالكامل.
يقول الباحث مرتضى العزاوي في مثال: “عائلة غنية تستهلك ٥٠٠ لتر من البنزين شهريا (مدعوم من أموال الثروة النفطية) وعائلة فقيرة استهلاكها اقل من ٣٠ لتر شهريا بل لا تمتلك سيارة اصلا و لا تتلقى اي دعم من الدولة”، ويضيف: “بنفس الطريقة: عائلة غنية تستهلك ١٥٠٠٠ وحدة من الكهرباء شهريا و عائلة فقيرة تستهلك اقل من ٢٠٠٠ وحدة كهرباء بنفس السعر المدعوم و بالتالي الغني يتلقى دعم حكومي أضعاف أضعاف العائلة الفقيرة”، متسائلا: “هل يوجد ظلم أكبر من هذا؟ الى متى يتم سرقة الفقراء لصالح الأغنياء بهذه الطريقة العبثية؟”.