ظاهرة العمل المزدوج “تزداد” في البلاد.. واكثر من 10 ملايين عراقي يتقاضون أقل من 400 الف دينار شهريًا
أبعاد- تقرير
في إحصائية جديدة أكدت وزارة التخطيط أن أكثر من 10 ملايين شخص في العراق يتمثل دخله بتحت الخط المحدد للفقر، حيث أن ربع سكان العراق فقراء بحسب وزارة التخطيط، فيما لم تفصح الوزارة عن مقدار الدخل المحدد الذي يمثل الحد الفاصل بين الفقر وعدمه، فيما ازدادت ظاهرة العمل المزدوج بسبب ارتفاع كلفة المعيشة .
وقال المتحدث باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي، إن “الوزارة تستعد لإطلاق المسح الاقتصادي والاجتماعي للأسرة في العراق خلال الفترة القريبة المقبلة”، مضيفاً أن “هذا المسح سيعطي مؤشرات جديدة عن عدد الذين هم دون خط الفقر وتركز الفقراء وطبيعة حالهم والخدمات التي يتحصلون عليها بطرق مختلفة، لأن المؤشرات التي يتم تداولها اليوم هي مؤشرات تعود لسنوات سابقة”.
ونوه الهنداوي الى أن “نسبة الفقر في العراق تقدر بين 23 إلى 25 بالمئة تقريباً، وهذا يعني أن ربع سكان العراق تقريباً يعيشون تحت خط الفقر”.
وتابع: “الوزارة بدأت الاستعدادات الأولية لكتابة وإعداد الخطة الاستراتيجية الجديدة لخفض الفقر ستأخذ بعين الاعتبار الواقع والتحديات التي يمر بها العراق”، مشيراً إلى “دعم الفقراء في عدة أبعاد منها مجالات الصحة والسكن والتعليم، والدخل أيضاً”.
واختتم الهنداوي حديثه بالقول إن: “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أكد في برنامجه وفي خطابه على ضرورة سياسات الفقر بالدرجة الأساس والبطالة، ونتوقع أن يكون هناك دعم قوي لاستراتيجية خفض الفقر خلال الفترة المقبلة بناء على توجهات الحكومية والبرنامج الحكومي الجديد الذي يركز على معالجة ومكافحة الفقر في العراق”.
وفي وقت سابق، حددت وزارة التخطيط الآليات والمعايير المتبعة في احتساب الفقر في العراق، مبينة ان “هناك أنواعا من الفقر، منها فقر (الدخل) الذي يرتبط بعامل مستوى دخل الفرد وفق خط معين، فإذا كان معدل الدخل اقل من الخط المرسوم، عُدّ الفرد فقيرا، واذا ارتفع دخله فوق ذلك الخط، فهو خارج خانة الفقر، ويدخل في ذلك تفاصيل الحاجة الى الغذاء”.
واضاف أن “هناك عامل الفقر متعدد الابعاد الذي يشمل بالاضافة الى الدخل، 3 معايير أخرى هي الصحة والتعليم والسكن”، مبيناً أنه “اذا لم تتوفر تلك المتطلبات للانسان عُدَّ فقيرا”.
وبينما لم تعلن وزارة التخطيط من قبل حد الدخل المالي الذي يتم على اساسه احتساب الفقير من عداه، وعموما اعتبرت الوزارة في 2021 أن معدل دخل الفرد العراقي بلغ 5 ملايين دينار، مايعني أن مامعدله 416 الف دينار عراقي.
وعلى اساس ذلك ربما من المرجح القول أن من يقل دخله الشهري عن 400 الف دينار يعد فقيرًا، وبهذا فأن في العراق اكثر من 10 ملايين شخص يتقاضون اقل من 400 الف دينار عراقي.
من جانب أخر، يجد العراقيون أنفسهم محاصرين بالغلاء وارتفاع كلفة المعيشة، ما دفع الكثيرين منهم إلى العمل المزدوج لتوفير دخل يكفي سد احتياجات أسرهم من الغذاء ودفع مصاريف دراسة أبنائهم وإيجارات السكن وغيرها من الاحتياجات.
ويكشف مسؤول عراقي في وزارة التخطيط، عن عدد العراقيين الذين يعملون بأكثر من وظيفة في اليوم، مؤكدا أنهم يتجاوزون ستة ملايين شخص.
ووفقا للمسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، فإن أغلب الذين يزاولون عملين في اليوم (صباحا ومساء)، هم من موظفي الدولة، كسائقي تاكسي أو محاسبين أو موظفي مبيعات في مكاتب وشركات أهلية، بهدف تدبر المعيشة، خاصة منهم الذين يسكنون في منازل مستأجرة أو لديهم نفقات علاج كبيرة.
وأضاف أن أغلب الموظفين العراقيين لا يحصلون على دخل كاف من وظائفهم ولا يوجد قانون واضح حاليا يمنع العمل المزدوج.