أبعاد- تقرير
ربما يمكن القول ان القطاع الذي يعد المرشح الاكبر كمدخل مالي للعراق والمتمثل بالسياحة، هو الاكثر تضررا وتخلفا في البلاد، بالرغم مما يمتلكه العراق من مقومات سياحية متنوعة وقادرة على استقطاب ملايين الاشخاص سنويا، الا ان سوء البنى التحتية والترويج السياحي السيء وانعدام الامان، جميعها تؤثر باعداد السائحين الى العراق، فيما تقف الدعاية السلبية الناجمة من تحذيرات حكومات العالم الى مواطنيهم بعدم السفر الى العراق، كعامل رئيسي وخطر قادر على قتل السياحة بالكامل.
نظام استشارات السفر التابع لوزارة الخارجية الأمريكية، صنف العراق وست دول عربية، من بين أسوأ 21 دولة في العالم “لا ينصح” بزيارتها خلال العام الحالي 2022، عازية سبب هذه المخاوف إلى “الجريمة والإرهاب والاضطرابات المدنية”.
وحسب تقرير لموقع World Population الأمريكي، فإن أسوأ البلدان في العالم التي تزورها جاءت حسب نظام استشارات السفر التابع لوزارة الخارجية الأمريكية والتي تصنف ضمن الصنف الرابع والذي يتمثل بعبارة ( لا تسافر).
وجاءت أسوأ 21 دولة في العالم تزورها خلال العام الحالي 2022 من ضمنها العراق وستة دول عربية أخرى، وشملت تلك الدول: (افغانستان وبيلاروسيا وبوركينا فاسو وجمهورية أفريقيا الوسطى وهايتي وايران والعراق وليبيا ومالي والمكسيك وميانمار وكوريا الشمالية وفلسطين وروسيا والصومال وجنوب السودان والسودان وسوريا واوكرانيا وفنزويلا واليمن).
وذكرت أن المخاوف التي أشارت للعراق بأنه من بين أسوأ 21 دولة في العالم تزورها خلال العام الحالي 2022، جاءت نتيجة الهجمات الإرهابية تشكل تهديدًا مستمرًا في العراق، حيث يمكن للمظاهرات والاحتجاجات السلمية أن تتحول إلى أعمال عنف دون سابق إنذار، وأن بعض المواطنين الأمريكيين معرضون أيضًا لخطر العنف أو الاختطاف.
هذه التحذيرات كانت اكثر ما تحدث عنها ونقدها السائحون الاجانب الذي توافدوا الى العراق بالفعل خلال العام الحالي والماضي، حيث ان اولى احاديثهم كانت عدم تطابق الواقع الذي شاهدوه في العراق مع التحذيرات التي تصدرها حكوماتهم، فيما يقول السائحون ان معظم الحكومات الغربية مازالت تحذر من السفر الى العراق.
وتقول إحدى السائحات في بابل، إيليانا أوفال، البالغة من العمر 50 عاماً، والتي كانت متحمسة لرؤية موقع بلاد ما بين النهرين الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين: “كان العراق في قائمة البلدان الثلاثة الأولى التي أحلم بزيارتها،هذا هو المكان الذي بدأت فيه الحضارة”، وتضيف الرحالة التي زارت بالفعل 40 بلداً أن “قلة من الناس يفهمون مدى أهمية هذه المنطقة.”
وأضافت: “لا تزال معظم الحكومات الغربية تصدر تحذيرات سفر لكل العراق أو أجزاء منه ،إلا أن العراق يعد وجهة جديدة مثيرة مع العديد من مواقع التراث العالمي التي تتم إعادة فتحها ببطء أمام العالم”.
وقال زائر آخر، وهو من نيويورك يبلغ من العمر 35 عاماً ، جاستن غونزاليس: “أعتقد أن كل شخص لديه تردد ، خاصة أولئك القادمين من الولايات المتحدة إذا قمت بزيارة موقع حكومتنا على الإنترنت ، فسيكون لديهم تحذير من السفر يقول: “لا تسافر إلى العراق ، فهذا أمر خطير ، يمكن أن يتم اختطافك ، وغالبًا ما يكون هناك عنف ،لكنني لم أر أيًا من ذلك ، ولا أعتقد بأني سأرى ذلك”.
وفي عام 2021 دخل أكثر من 107 آلاف سائح العراق، بينهم أكثر من 300 من فرنسا والنرويج وبريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة وتركيا غيرها، مقابل نحو 30 ألفاً في 2020، ومن غير المعلوم كم بلغ عدد السائحين الى العراق في العام الحالي 2022.
ومن المؤكد أن التحذيرات الصادرة من حكومات الدول الغربية الى مواطنيها أثرت بشكل كبير على عدد السائحين الاجانب القادمين الى العراق، ومن غير المعروف كم سيرتفع عدد السائحين الى العراق في حال رفعت هذه الدول تحذيراتها.
ويبلغ سعر تأشيرة الدخول الى العراق 50 دولارا للسائح الواحد، مايعني ان في 2021 لم يجني العراق سوى 5 ملايين دولار فقط وهو رقم ضئيل مقارنة بمايدره القطاع السياحي في جميع الدول، فعلى سبيل المثال سجلت مصر ايرادات سياحية في 2021 بلغت 8.9 مليار دولار، في الوقت الذي تعد مصر بلد اكتشفت فيه الحضارة بعد الحضارة القائمة في العراق المتمثلة بالحضارة السومرية.
وسجلت مصر زيادة خلال النصف الاول من العام الجاري بنسبة تفوق الـ80% مقارنة بالعام الماضي 2021، يحث دخل 4.9 مليون سائح ومن المتوقع ان يصل عدد السائحين الى اكثر من 9 مليون سائح مايعني ان ايرادات مصر في 2022 من السياحة قد تصل الى اكثر من 17 مليار دولار.
وعلى هذا الاساس فأن العراق مرشح بشكل كبير لاستقبال 4 مليون سائح على اقل تقدير سنويا وبمعدل انفاق كحد ادنى 500 دولار بين رسوم دخول وانفاق داخل ماسيرشح دخول 3 مليار دولار على الاقل سنويًا الى العراق.