تقرير – أبعاد
تسبب هجوم داعش على العراق خلال العام ٢٠١٤ بنزوح 400 ألف ايزيدي واختطاف واستعباد 6 آلاف امرأة وفتاة بعد تعرضهن لمعاملة غير إنسانية على يد داعش تضمنت اغتصاب وتعذيب الكثير منهن.
وبحسب استطلاع نشرته صحيفة (بي أم سي سايكولوجي) الاوروبية للمواضيع الطبية أجرته بين نازحين ايزيديين في مخيمي مام راشان وشيخان، ان الغالبية العظمى منهم وخصوصاً النساء يعانون من امراض نفسية وذهنية، وقدرت نسبتهم بحدود 65% وذلك بعد أكثر من سبع سنوات من تعرضهم لهجوم تنظيم داعش الإرهابي.
وذكرت الصحيفة الطبية في تقرير لها ترجمته “أبعاد”، أن “الازمات وحالات الطوارئ الناجمة عن المعارك والكوارث الطبيعية والبشرية تشكل مخاطر جسيمة على الحالة النفسية للمتضررين منها وتؤثر على صحتهم الذهنية”.
وأضاف التقرير، أن “العراق، وفقاً لتقارير ومعلومات، فانه خلال السنوات الأخيرة سجل اعلى نسبة عدد من النازحين الداخليين في العالم عام 2014”.
وأضح، “ما يزال لحد الان يعيش 1.2 مليون شخص عراقي حالة نزوح في ملاجئ رسمية وغير رسمية في مناطق مختلفة من العراق”.
ولفت التقرير، إلى أن “الايزيديين كانوا من بين أكثر النازحين تعرضاً للإبادة والقتل والتهجير على يد تنظيم داعش الإرهابي”.
وبين، أن “هجوم داعش تسبب بنزوح 400 ألف ايزيدي وتم خطف واستعباد 6 آلاف امرأة وفتاة حيث تعرضن لمعاملة غير إنسانية على يد داعش اشتملت على اغتصاب وتعذيب وبيع في سوق الرقيق، وقد تمكن بعض منهم من الهروب ويعيشون في مخيمات للنازحين”.
ونوّه التقرير، إلى أن “الأشخاص الذين يتعرضون لحالة نزوح قسري وترك بيوتهم وعوائلهم، غالبا ما يصابون بأمراض نفسية واضطرابات عقلية واكتئاب وصدمات”.
وأورد، أن “المعلومات تشير الى ان اغلب الايزيديين الذين كانوا أسرى ومختطفين لدى داعش تم تشخيص اصابتهم باضطرابات عقلية والغالبية منهم مصابون بالاكتئاب واشتملت الاعراض أيضا على مشاكل في النوم واحباط واضطراب نفسي وعدم قدرة على التواصل وضبط النفس”.
وشدد التقرير، على أن “منظمة الصحة العالمية ذكرت في آخر تقرير لها ان 22.1% تقريبا من الذين يتعرضون لآثار المعارك يصابون باضطراب نفسي وعقلي وبدرجات متفاوتة من شدة المرض وقد يصاحبهم لفترات طويلة من حياتهم”.
ويواصل، أن “الايزيديين المقيمين في المخيمين يقارب عددهم الكلي 10 آلاف و411 نزيلاً وتم استطلاع رأي 442 شخصاً منهم من البالغين”.
وأكد التقرير، أن “50.9 % منهم كانوا من النساء ما بين 18 الى 77 سنة من العمر، وتم طرح أسئلة عليهم للتحقق من حالتهم النفسية”.
وتابع، أن “حالاتهم تراوحت ما بين اكتئاب واضطراب نفسي وخوف واحباط وشد عصبي، وجاءت ردود الكثير منهم بالتعبير انهم يريدون العودة لحالتهم الطبيعية السابقة بعد هذه الفترة العصيبة أو انهم يرغبون بالتعافي من حالتهم بأسرع وقت وقسم منهم يشعر بانه سيبقى مكتئبا طوال حياته”.
وزاد التقرير، “في رد النازحين على استفسار من القائمين على الاستطلاع فيما إذا تلقوا رعاية صحية نفسية داخل المخيم او أية رعاية أخرى تخفف من حالتهم النفسية، أشار 78.2% منهم الى انهم لم يتلقوا أية رعاية او علاج نفسي”.
وأضاف، “في حين ذكر 21% منهم انه تلقوا بعض العلاج النفسي خلال الست سنوات الماضية واشتملت على جلسات علاج نفسي فردية مع المرضى او تلقيهم دعم نفسي او المشاركة بتدريبات لاكتساب مهارات معينة مثل الخياطة او الطبخ او اعمال ميكانيكية”.
وأفاد، بأن “النتائج تدل على ان هناك مستوى عال من حالات الاضطراب النفسي والعصبي لدى الايزيديين المقيمين في المخيمات”.
ويسترسل التقرير، أن “65% منهم ذكروا ان لديهم حالة اضطراب نفسي»، موضحاً أن «14% منهم لديهم اضطراب نفسي متوسط الحدة”.
وذهب، إلى أن “22% منهم لديهم اضطراب نفسي خفيف، في حين ظهر ان 15% منهم لديهم اضطراب نفسي حاد”.
وبين التقرير، ان “النساء يشكلن النسبة الأعلى من الإصابات بحالات الاضطراب النفسي والامراض الذهنية من بين نزلاء المخيمات”.
وذكر، “غالباً ما تكون النساء ضحية العنف والاستعباد الجنسي في حالات الحروب وهذا ما تعرضت له النساء الايزيديات»، متابعاً أن «نسبة الخوف لديهن هي ضعف نسبة الخوف بين الرجال من المصابين وكذلك نسبة حالة الاكتئاب”.
وأكد التقرير، أن “حالات الفقر والانعزال الاجتماعي وغياب الأمن وعدم توفر فرص العمل تؤثر في زيادة الاعراض المرضية لديهم”
ودعا، إلى “توجيه رعاية صحية حكومية ومن منظمات إنسانية أيضا لهؤلاء النازحين ومعالجة حالات فردية خاصة تعاني من الاضطرابات النفسية”.
ومضى التقرير، إلى “ضرورة التأكيد على تحسين ظروف المعيشة في المخيمات وتوفير خدمات خصوصا تلك الخدمات التي تساهم بتوفير العلاج النفسي للنزلاء حيث ان حالة النزوح بذاتها تؤثر سلبا على الحالة النفسية لديهم”.