أبعاد- تقرير
أرخت التقلبات الحادة التي شهدتها أسعار خامات النفط في تعاملات الأسبوع الماضي بفعل مخاوف نقص الطلب، بظلالها على مناقشات الاتحاد الأوربي، حيث يقف سوق الطاقة والنفط العالمي على حافة متوترة، وسط غموض تام لمصيره خلال الاشهر القليلة المقبلة، فيما لا يمتلك الخبراء والمختصون اي تصورٍ عما ستؤول إليه احوال النفط واسعاره وكمياته المعروضة في السوق العالمي فور تطبيق مجموعة الدول السبع لقرار تحديد سعر النفط الروسي.
وقال مسؤول كبير في مجموعة السبع لأكبر اقتصادات عالمية إن دول المجموعة “تقترب للغاية” من الاتفاق على حد أقصى لسعر النفط الروسي المنقول بحرا عند 60 دولارا للبرميل مع آلية تعديل لإبقاء السقف أقل من سعر السوق بنسبة خمسة بالمئة.
وأبلغ المسؤول الصحفيين أنه ينبغي الانتهاء من الاتفاق في الأيام المقبلة أو يوم الاثنين على أقصى تقدير، وأعرب عن ثقته في أن الحد الأقصى للسعر سيحد من قدرة روسيا على خوض حربها ضد أوكرانيا.
وذكر المسؤول أن مسؤولي مجموعة السبع كانوا على اتصال وثيق بالأسواق بشأن سقف الأسعار، وبدا أنهم “مرتاحون للغاية” للآلية التي تهدف إلى الحد من عائدات النفط الروسية مع الحفاظ على الإمدادات الكافية للسوق العالمية.
وسيتم حظر قرابة 90% من صادرات النفط الروسي الى اوروبا مع استثناء بعض الدول من العقوبات التي ستستمر باستيراد الـ10% المتبقية، فضلا عن ذلك تخطط روسيا في هذا الموعد لوضع حد سعري للنفط الروسي لدول العالم بان لايتجاوز الـ60 دولارا للبرميل، لكن من غير المعروف ما اذا كانت الدول الكبرى لاستهلاك النفط ولاسيما الهند والصين ستوافقان على المشروع.
ويتوقع خبراء ان تشهد اسواق النفط العالمية فوضى بفعل نقصان كمية تصل لـ2.5 مليون برميل، وهي الكمية التي تستوردها اوروبا من روسيا، وهي تساوي بالضبط الكميات التي يصدرها العراق الى اسيا، فليس امام دول الاتحاد الاوروبي سوى اللجوء واقناع العراق ودول الشرق الاوسط مثل السعودية بتحويل صادراته إلى اوروبا بدلا من الصين والهند، وهو امر من غير المتوقع ان يتم بسلاسة.
ومن المتوقع ايضا ان يؤدي حظر النفط الروسي بارتفاع اسعار المحروقات في اوروبا خصوصا وانه سيتزامن مع مواعيد البرد القارص في ديسمبر، الامر الذي قد يؤدي لاشتعال الغضب الشعبي في دول الاتحاد الاوروبي.
ولايمتلك الخبراء تصورا كاملا عما سيحدث، فاذا قامت روسيا على سبيل المثال بايقاف انتاج او تصدير نفطها حيث تنتج 11 مليون برميل يوميًا، وتصدر الى العالم 5 مليون برميل يوميًا، واذا ما قامت بايقاف الانتاج او التصدير ردا على العقوبات الغربية فانها ستدفع باسعار النفط الى الاعلى لتصل الى 400 دولار للبرميل ربما بحسب تقديرات.
يقول الباحث الاقتصادي مرتضى العزاوي، إنه “بعد اتفاق الإتحاد الأوروبي على سقف لسعر النفط الروسي عند ٦٠ دولار للبرميل ينتظر العالم الآن ردود موسكو حول هذه الخطوة الغربية”، متسائلا: ” هل ستبقى أوبك محايدة أو تساند حليفها الروسي في أوبك+ (لمنع حدوث هكذا قرارات ضدها في المستقبل) او انها ستخضع للمحور الغربي؟”.
ويبين انه “سيكون الربع الأول من عام ٢٠٢٣ مصيرية لمستقبل قطاع الطاقة و النفط حول العالم”.
من جانبه، يرى الخبير النفطي نبيل المرسومي أن “اتفاق الاتحاد الاوربي على تحديد سقف السعر للنفط الروسي ب ٦٠ دولارا للبرميل قد يدفع روسيا التي تبيع نفطها حاليا ما بين ٦٣- ٦٨ دولارا للبرميل الى اجراء تخفيض كبير في امداداتها النفطية ما سيخفض المعروض النفطي العالمي بنحو مليوني برميل يوميا وسيدفع سعر النفط نحو الارتفاع”.