أبعاد- تقرير
اتفقت دول مجموعة السبع وأستراليا على وضع حد أقصى لسعر النفط الروسي عند 60 دولارًا للبرميل، وفق ما جاء في بيان مشترك، عقب اتفاق مماثل توصلت إليه في وقت سابق الجمعة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وأشار البيان إلى أن “مجموعة الدول السبع وأستراليا توصلتا إلى توافق في الآراء بشأن حدٍ أقصى يبلغ 60 دولارًا أميركيا لبرميل النفط الخام الروسي المنقول عن طريق البحر”.
وقال فوك فين نغوين الخبير في قضايا الطاقة في معهد جاك ديلور: إن روسيا كسبت 67 مليار يورو من مبيعاتها النفطية إلى الاتحاد الأوروبي منذ بداية الحرب في أوكرانيا بينما تبلغ ميزانيتها العسكرية السنوية نحو 60 مليار يورو.
وسيتم حظر قرابة 90% من صادرات النفط الروسي الى اوروبا مع استثناء بعض الدول من العقوبات التي ستستمر باستيراد الـ10% المتبقية، فضلا عن ذلك تخطط روسيا في هذا الموعد لوضع حد سعري للنفط الروسي لدول العالم بان لايتجاوز الـ60 دولارا للبرميل، لكن من غير المعروف ما اذا كانت الدول الكبرى لاستهلاك النفط ولاسيما الهند والصين ستوافقان على المشروع.
ويتوقع خبراء ان تشهد اسواق النفط العالمية فوضى بفعل نقصان كمية تصل لـ2.5 مليون برميل، وهي الكمية التي تستوردها اوروبا من روسيا، وهي تساوي بالضبط الكميات التي يصدرها العراق الى اسيا، فليس امام دول الاتحاد الاوروبي سوى اللجوء واقناع العراق ودول الشرق الاوسط مثل السعودية بتحويل صادراته إلى اوروبا بدلا من الصين والهند، وهو امر من غير المتوقع ان يتم بسلاسة.
ومن المتوقع ايضا ان يؤدي حظر النفط الروسي بارتفاع اسعار المحروقات في اوروبا خصوصا وانه سيتزامن مع مواعيد البرد القارص في ديسمبر، الامر الذي قد يؤدي لاشتعال الغضب الشعبي في دول الاتحاد الاوروبي.
ولايمتلك الخبراء تصورا كاملا عما سيحدث، فاذا قامت روسيا على سبيل المثال بايقاف انتاج او تصدير نفطها حيث تنتج 11 مليون برميل يوميًا، وتصدر الى العالم 5 مليون برميل يوميًا، واذا ما قامت بايقاف الانتاج او التصدير ردا على العقوبات الغربية فانها ستدفع باسعار النفط الى الاعلى لتصل الى 400 دولار للبرميل ربما بحسب تقديرات.
يقول الباحث الاقتصادي مرتضى العزاوي، إنه “بعد اتفاق الإتحاد الأوروبي على سقف لسعر النفط الروسي عند ٦٠ دولار للبرميل ينتظر العالم الآن ردود موسكو حول هذه الخطوة الغربية”، متسائلا: ” هل ستبقى أوبك محايدة أو تساند حليفها الروسي في أوبك+ (لمنع حدوث هكذا قرارات ضدها في المستقبل) او انها ستخضع للمحور الغربي؟”.
ويبين انه “سيكون الربع الأول من عام ٢٠٢٣ مصيرية لمستقبل قطاع الطاقة و النفط حول العالم”.
من جانبه، يرى الخبير النفطي نبيل المرسومي أن “اتفاق الاتحاد الاوربي على تحديد سقف السعر للنفط الروسي ب ٦٠ دولارا للبرميل قد يدفع روسيا التي تبيع نفطها حاليا ما بين ٦٣- ٦٨ دولارا للبرميل الى اجراء تخفيض كبير في امداداتها النفطية ما سيخفض المعروض النفطي العالمي بنحو مليوني برميل يوميا وسيدفع سعر النفط نحو الارتفاع”.
ويعجز العراق عن رفع قدرته الانتاجية في الوقت الحالي وحتى لو رفع انتاجه فلن يستطيع تصدير اكثر من 3.3 مليون برميل يوميا، مايعني انه لن يقدر العراق على تغطية جزء كبير من النقص الذي سيتركه النفط الروسي في السوق الاوروبي.