تقرير – ابعاد
عاودت عصابات داعش نشاطاتها الارهابية في أطراف العاصمة بغداد، تزامنا مع مرور أيام قليلة على الذكرى الخامسة لتحرير الاراضي العراقية من دنس ارهابيهم، حيث شهد قضاء الطارمية صباح اليوم الاربعاء، انفجار عبوة ناسفة راح ضحيتها 8 أشخاص بين شهيد وجريح.
وتغرق منطقة الطارمية شمالي العاصمة بغداد في العنف، فلا يكاد يمر اسبوع تقريباً دون أن تتناقل وسائل الإعلام أخبارا عن وقوع عن حوادث عنف هناك.
ولم تتوقف حوادث العنف في قضاء الطارمية منذ عام 2003، إثر الغزو الأميركي للعراق، لكنها تكثفت بشكل استثنائي خلال الشهور الثلاثة الماضية.
ويقول مصدر أمني في حديث لـ”أبعاد”، إن “عبوة ناسفة انفجرت مستهدفة دورية تابعة للجيش ضمن قضاء الطارمية شمالي بغداد مما أسفر عن استشهاد آمر فوج – ضابط برتبة مقدم ركن – ومنتسبين اثنين”.
وأضاف ان “الانفجار أدى الى إصابة خمسة، بينهم ضابط برتبة مقدم والبقية جنود”.
ووصل الفريق الركن قيس المحمداوي نائب قائد العمليات المشتركة وقائد القوات البرية، إلى قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد، بعد ساعات قليلة على الحادثة، للوقوف على الاسباب والتفاصيل.
وبحسب بيان صادر عن خلية الاعلام الامني تلقته “أبعاد”، فإن الانفجار، “ادى الى استشهاد أمر الفوج الاول باللواء المشاة 59 واثنين من المراتب ، كما ادى الحادث الى إصابة ضابط واثنين من المراتب”.
بدوره، يقول الباحث بالشأن الأمني فاضل أبو رغيف لـ”أبعاد” إن “الطارمية منطقة استثنائية وخطرة وهي بحاجة الى قرار أمني يتمثل بالقيام بعملية عسكرية متعددة المحاور وبوقت واحد وزمن واحد دون الاعلان عنها”.
واضاف ابو رغيف، ان “عصابات داعش ما تزال تتواجد في الطارمية ويقومون بتمويل انفسهم محليا من خلال بيع الاسماك في الاحواض، لكنهم اعدادهم ليست بالكثيرة”.
وشدد الباحث بالشأن الامني على “ضرورة الشروع بعملية عملية أمنية تبدء من الشارع وحتى النهر، وتسيير دوريات بشكل متواصل”.
واشار ابو رغيف الى، أن “القطعات الأمنية الماسكة هي من تتحمل مسؤولية التعرض الاخير للطارمية”، مشددا على “ضرورة رفع منسوب الوطنية بين ابناء الطارمية من اجل رفع التعاون بينهم وبين الاجهزة الأمنية”.
وأوضح أن “الحرب مع داعش تحوّلت بعد انتهاء سيطرته على المدن، من حرب المدن إلى حرب الوديان والكهوف، وتتبّع آثار وخطوط وجوده، وهذا يعتمد على وجود قاعدة بيانات كاملة أكثر من أي شيء آخر”.
من جهته، يقول الباحث الأمني الاخر صفاء الاعسم في حديث لـ”أبعاد”، إن “اغلب اهالي الطارمية متعاونين مع العصابات الارهابية وهذا هو سبب تأخير تطهير المنطقة”.
واضاف الاعسم، ان “المسؤولية الكبرى لحماية هذه المنطقة تقع على عاتق النواب الممثلين للطارمية”.
واشار الباحث بالشأن الامني، الى “ضرورة تعاون الابناء والاهالي مع القوات الامنية لتطهير الطارمية من رجس العصابات الارهابية وحماية المؤسسة العسكرية من الاختراق، ومنع تمدد الارهاب الى مدن العاصمة”.
وفي وقت سابق، اعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، القبض على مجموعة ارهابية في قضاء الطارمية شمالي العاصمة بغداد.
وذكر بيان للوكالة تلقته “أبعاد”، ان “ابطال وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية نجحوا في اختراق مفرزة ارهابية خطيرة مكونة من ثلاثة متهمين في قضاء الطارمية شمالي بغداد عملوا في مايسمى “ولاية شمال بغداد” ارتكبوا عدة جرائم ارهابية، حيث تم إلقاء القبض عليهم”.
واضاف، “من خلال التحقيقات اعترف الارهابيين بقيامهم بقتل ثلاثة مواطنيين من اهالي الطارمية غدرا سنة ٢٠٢١ و٢٠٢٢ ، كما اعترفوا بتفجير عبوات ناسفة على قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي ونقل العبوات الناسفة وتصنيعها”، مشيرا الى، ان “وكالة الاستخبارات اتخذت بحقهم الاجراءات القانونية”.