لا يزال ملف الطاقة الكهربائية في العراق يعاني من أزمات عدة، إذ تعهد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بعد أيام من تولي الحكومة الجديدة في تشرين الأول الماضي بمعالجة أزمة الطاقة ووضعها ضمن الأولويات الرئيسية لبرنامجه الحكومي، ووعد الشعب العراقي بصيف مستقر وعدم انقطاع التيار الكهربائي.
ولم تثمر الوعود الحكومية المتعاقبة على إدارة البلاد ما بعد 2003، في تشخيص مواضع الخلل وعبور الأزمة المستعصية التي باتت سبباً في انطلاق الكثير من الاحتجاجات الغاضبة في البلاد على مدار السنوات الماضية.
وأنهى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أمس الجمعة ، زيارته إلى ألمانيا والتي استمرت يوماً واحداً، وبينما أبدت الحكومة العراقية تفاؤلاً بتطوير قطاع الكهرباء من خلال العقد الذي أبرمه السوداني مع شركة سيمنز الألمانية، قلل مراقبون من أهمية ذلك مؤكدين أنّ القيود الأميركية تحول دون تطور القطاع.
ورافق السوداني، في زيارته التي بدأها الخميس، وفد حكومي رفيع المستوى، وقد اختتم الزيارة ليعود إلى بغداد في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة، وفقاً لما نقله مكتبه الإعلامي.
وأجرى السوداني والوفد العراقي، خلال الزيارة، لقاءات مع عدد من المسؤولين الألمان، ووقع وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل مذكرة تفاهم مشتركة مع شركة سيمنس الألمانية، والتي مثلها الرئيس التنفيذي للشركة كرستيان بروخ، وتنطوي المذكرة على خريطة عمل لتطوير منظومة الكهرباء في العراق.
ولفت إلى عمل شركة سيمنز على وضع خطة متكاملة لمنظومة الكهرباء العراقية بشكل عام، تتضمن حلولاً للمشاكل، كما تقوم الشركة بإنشاء محطات توليد جديدة، والاستفادة من الغاز المصاحب في دعم وزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية، فضلاً عن تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، وهي الطاقة الشمسية وحركة الرياح، وإنشاء محطات تحويل في عموم مناطق العراق، إلى جانب تطوير وتأهيل كوادر وزارة الكهرباء ونقل الخبرات.
بدوره، يقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد العبادي في تصريح تابعته “أبعاد”، إنّ “المذكرة ستضيف 6 آلاف ميغاواط للمنظومة الوطنية”، مبيّناً، أنّ “أهمية المذكرة الموقعة تكمن في كونها وقّعت مع أهم الشركات العالمية الرصينة في مجال الطاقة، وأنّ العمل بالمذكرة سيحلّ مشاكل النقل والتوزيع في المنظومة، وسيسهم في إنشاء محطات تحويلية وخطوط ناقلة”.
وأضاف أنّ “إضافة 6 آلاف ميغاواط وحل مشاكل النقل والتوزيع سيعالجان جزءاً كبيراً واستراتيجياً من مشاكل الاختناقات في الشبكة الوطنية، ما سينعكس إيجاباً ويسمح بزيادة ساعات التجهيز بعد إكمالها”.
ولفت إلى أنّ “مذكرة التفاهم بحثت كذلك جزئيات استثمار الغاز المصاحب والطبيعي لتوفير مردودات الغاز الوطني، وهذه ستوفر مبالغ كبيرة من النفقات التشغيلية التي تصرف على استيراد الغاز والوقود من دول الجوار”.
من جانبه، يقول النائب السابق، حيدر الملا في تغريدة تابعتها “أبعاد”، أمس الجمعة، أثنى على خطوة السوداني، إنّ “مشاكل الطاقة والخدمات بشكل عام ملف ضاغط على الشعب العراقي، وإنّ رئيس الوزراء أدرك ذلك مبكراً، حراكه لاستقطاب بلد مثل ألمانيا لوضع مسار جديد للطاقة في بلادنا سينعكس إيجاباً على الجميع، وهو خطوة بالاتجاه الصحيح”.
ويُصنف العراق، كخامس أكبر احتياطي للنفط الخام في العالم، ويحتل المرتبة 12 كأكبر احتياطي للغاز في العالم بنحو 131 تريليون قدم مكعب”.
ومع ذلك لا يزال العراق غير قادر على سد الاحتياج المحلي من الغاز الطبيعي.