أبعاد
الكاتبة: احلام الخفاجي ||
لطالما خرجت من حروب الذات منتصرة, إلا تلك المعارك التي اخوضها مع قلمي وهو يتخذ من الليل جملا, ليخلف وراءه مواسم من الشتات وفوضى الذات حتى ابلغ من امري نصبا.
تلتحفني الوحدة ما إن يجف مداد قلمي, الذي طالما رافقني لسنين طوال تقاسمنا اللحظات بحلوها ومرها, حتى بت لااعلم كيف البسه علماء النحو معطف ليس على مقاسه, عندما نعتوه بالجماد وجردوه من كل العواطف وهو الصديق الصدوق الذي يلازمني كظلي, ولا ينفك عن اخراح خلجات الروح التي تعتريني ليترجمها إلى كلمات ويسكنها دار سطوري, وهو الذي يبث الدفئ في مواقد الشتاء لتصطف كلماتي حول تلك المواقد تنشد الدفئ, و يمدني بالحياة في صقيع الايام كلما ذرف دموعه على بياض الورق, فبالله عليكم ايعقل إن يكون جمادا من يبث روح الحياة في مواسم الغياب؟!
القلم ذلك الكائن الحي المكتض بالمشاعر يحتاج إلى خلوة مع ذاته كلما قست عليه الحياة, يحتاج إلى الجلوس في احدى زواياها ليرتب أوراقه, تلك الاوراق التي بعثرتها إنا عندما تخونني الافكار, وتعاندني الكلمة وهي تابى إن ازرعها كقرنفلة بيضاء على وجه دفتر.
ياخير جليس مازلت اقف كل ليلة على ضفافك, انتظر طيفك يحل في دار افكاري ولو ضيفاعزيزا, فلقد سئمت وحدتي فمنذ نعومة اضفاري وانأ اشاطرك الجري على بياض الورق, تالله فمازالت ذاكرتي تفتا تذكر ذلك اليوم, يوم طلبت مني معلمتي إن اكتب بعض كلمات تشيد برئيس القبيلة, لاسرح بخيالي بعيدا عن مضانها ولاترك تخومها مسافرة ,لاقف على حدود الكلمات ولااصوغ من جدائل الشمس قصيدة, لم تثن عليَ معلمتي حينها, بل ذرت التراب في عيون حروفي ليس لذنب ولكن لاني خالفت قوانين القبيلة, صارخة بوجه قلمي تالله انك لفي ظلالك القديم.
يارفيق الدرب ها انا انتظرك على حدود الأبجدية, وأدس راس قلبي مابين ألسطور مابين تعجب كيف لك إن تغادرني! وسكون بانك ستأتي حاملا لي في جعبتك سيل من الكلمات, ما ان ابذر بذورها في ارض ورقي حتى تصبح حدائق مخضرة ذات بهجة تسر الناظرين.
مازال الطريق طويلا ولدينا كثير, ومازال غائبنا لم يات, يقف هناك وحيدا ينتظر منا إن نوقد من جذوة قلوبنا قناديل لنضئ له درب ألوصول, فشمرعن ساعديك, وليكن مدادك بحر لاينفد, فانت جندي في سواتر البصيرة, فلنمضي معا لانبرح طريق التمهيد حتى نبلغ نُصرة قائم إل محمد اونمضي حقبا.