ابعاد
الكاتب حمزة مصطفى
هل تحتاج البشرية اليوم “بطرانين” أمثال سقراط وإفلاطون وأرسطو والجاحظ والكندي والفارابي وابن خلكان وابن خلدون وابن رشد وتوما الأكويني وغاليلو ونيوتن وليوناردو دافينشي وسبينوزا وفرانسيس بيكون ودارون “على صكاطه” وبيتهوفن وايمانويل كانط وهيغل وماركس وشوبنهاور ونيتشه وغوستاف لوبون وماكس فيبر وبيكاسو و.. ملا عبود الكرخي؟ هل محتوى “المجرشة” كان راقيا مثلا؟ سؤال أترك إجابته لمن يريد؟ وهل بيت المتنبي وهو من هو على صعيد المحتوى الراقي “ما أنصف القوم ضبة ..
وأمه الطرطبة؟ راقيا في ظل عدم وجود وسائل التواصل الاجتماعي ليتحول الى “ترند” لكن الله ستر لأن لم يكن وقتذاك سوى الرواة وما أكثر آفاتهم في نقل مايرو ون؟ وقبل المتنبي وأولاد ضبة ضمن أي محتوى يمكن أن نصف قصيدة النابغة الذبياني في وصف المتجردة زوجة النعمان بن المنذر؟ هل إبتلت “المرة” عندما خرجت من الحمام البسيط آنذاك في الجاهلية حيث لا بانيو ولا جاكوزي وقد سقط النصيف “المنشفة أو الخاولي” من على جسمها فشاهدها النابغة الذي كان ضيفا عندهم فتفجر خياله عن قصيدة يصف بها تلك المرأة لو كان معاشرها عشرين سنة ومنها بيته الشهير”سقط النصيف ولم ترد إسقاطه .. فتناولته وإتقتنا باليد”؟ ماذا لو كان في زمن النابغة والنعمان تويتر هل يشك أحد في أن يتحول هذا البيت الذي يصنف ضمن المحتوى الهابط الى ترند هو الآخر؟
إذا نبشنا في تراثنا سنجد الآف الأمثلة وفي كتب تراثية معتبرة ذات مضامين هابط؟ لست بصدد الدفاع عما بات يسمى “المحتوى الهابط” حتى بتنا نتطير منه وكإنه “نجمة أم ذويل” أو على حد وصف الشاعر أبو تمام “وخوفوا الناس من دهياء مظلمة ..
إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذنب”؟ ما أريد قوله ماذا يتوقع أهل كوكبنا في ظل عدم حاجتهم الى من ذكرت من الأسماء وربما عشرات آخرين غيرهم وفي ظل “نظام التفاهة” على حد وصف المفكر الكندي الان دونو الذي له كتاب بهذا العنوان سوى مضامين على هذا المستوى مما نصنفه في خانة الهبوط؟ الهبوط, أو المضامين والمحتويات الهابطة, ياجماعة الخير, موجودة “من قالوا بلى”.
لنترك قالوا بلى ولنأت الى قالوا نعم. جميعنا يتندر بأغنية سعدون الساعدي “صمون عشرة بالف” ونصنفها ضمن المحتوى الهابط؟ هل “منين أجيب إزرار للزيجة هدل” تشبه الأطلال مثلا أو غدا القاك؟ وهل “حبيب أمك متقبل من أحاجيك” التي غناها سعدي الحلي قبل أكثر من نصف قرن ذات محتوى راقي. التفاهة موجودة لكن الفرق بقلة ناقليها “تلك الأيام” على كولة حميد عبد الله وكثرتهم “هذه الأيام” وكما يقول ابو تمام حميد عبد الله أيضا لا .. حبيب إبن أوس الطائي.