احمد عدنان
محمد محمد صادق الصدر صاحب الفضل الكبير على شيعة العراق ، ساكتب عنه بما اعتقد وبما اشعر ، ابتعد عن النظم التي يكتب من خلالها المقال وسأختلق طريقة مختلفة جدا ، فوضوية ، غير مرتبة ، تنبع من قلب امن ثم احترق.
ظهيرة يوم الجمعة ١٩ من فبراير/ شباط ١٩٩٩
واذا بالشمس تغيب واصوات العصافير تتحول من ذلك الصوت الهادئ الى صوتٍ يقبض القلب وگانك لو سمعت غربانا فوق سطوح سقوفها السعف وبيوت العنكبوت! ، واذا بالاجفان ترف يمينها ويسارها لانعلم هل يأتينا منها خيرا او شرا ، حينها لم يقل احد ” ياجفن برد شرك ”
كانت لي عجوز تدخن ” سومر ” رأيتها منذ ان فُتحت عيني في هذه الحياة يقال انها ” جدتي” مع علمي انها ولدتني!
اجلس بجوارها دائما متشبعا برائحة الدخان ، حتى دخل ابنها الاوسط وهو يصرخ ويداه تضرب على رأسه بقوة ، وعيناه تذرف الدموع والالم .. ما الخبر ؟.. قُتل محمد !
تحول مجلسنا ذاك الى عزاء وكنت ابكي مع الباكين ولا اعلم لماذا يبكون ويلطمون الصدور والرؤس ومن ذاك محمد ومن قتله.
قُتل محيي الجمعة في يوم الجمعة ، تاركا خلفه ثقلا كبيرا ” اوصيكم بالدين والمذهب”
اوصيكم بصلاة الجمعة فحافظوا عليها ، فحمل هذه المسؤولية من حمل وتخلف عنها من تخلف اولئك هم الاقربون الاقربون .
“ومن حوى الحواشي ما حوى شي ”
عطاء لا ينقطع حتى بعد استشهاده وفكر لا ينتهي على الرغم من فقدانه وحضور ثبته من خلال اتباعه ومحبيه فانتجت تلك البذرة التي زرعها رجالا تأسوا به وضحوا لتضحيته واستشهدوا وهم مؤمنون بفكره وجهاده
بذرة كانت اولها مقاومة الاحتلال واخرها الحشد الشعبي المظلوم المهتضم ، بذرة اخرجت لنا شهداء دافعوا عن المقدسات وعن الدين والعقيدة والوطن والعالم اجمع بدمائهم وجراحاتهم ، اولئك الصدريون الحقيقيون الذين لازالوا يتعبدون بكلام المولى قدس سره ويسيرون حذوه مقاومةً وفكراً وعقيدةً .
لولا تضحيات محمد الصدر لما كانت هناك فصائل مقاومة تدافع عن الحق والدين والوطن والانسان دون النظر لدينه او عرقه او جنسه او لونه ، دافعت عن الايزيدي والمسيحي والصابئي والشيعي والسني على حد سواء، قاتلت في سوريا والموصل والانبار وصلاح الدين وبغداد وبابل ، لم تمنعهم حدود ولا قيود عن نصرة المظلوم والانتقام من الظالم ، هذا ببركة محمد الصدر
فيا ليتك كنت معنا .. فياليتنا كنا معك
وااسفااه .. قتل محمد الصدر