يترقب عشاق كرة القدم حول العالم، اليوم الثلاثاء، موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، بشكل مؤكد، الهيكل الجديد لكأس العالم 2026، لتمديد البطولة إلى 104 مباريات على مدار 39 يومًا.
وستتم الموافقة على القرار في اجتماع لمجلس الفيفا في وقت لاحق اليوم، في العاصمة الرواندية كيغالي، حيث يجتمع قادة كرة القدم العالمية لحضور مؤتمرهم السنوي.
وستضم نسخة 2026، التي تستضيفها كندا والمكسيك والولايات المتحدة، أكبر بطولة كأس العالم، بمشاركة 48 منتخبًا، وستكون الأطول أيضًا حيث ستستمر 39 يومًا بدلًا من شهر مثلما كانت في قطر 2022.
وكانت الفكرة الأصلية هي تشكيل المنتخبات من 16 مجموعة بكل واحدة ثلاثة منتخبات، مع تأهل أفضل فريقين من كل مجموعة إلى دور الـ32 الذي سيقام بنظام خروج المغلوب، وكان هذا الشكل سيشمل 80 مباراة، بدلا من 64 التي تقام في المونديال منذ بطولة 1998 في فرنسا.
لكن المجموعات المكونة من ثلاثة منتخبات لها عيبان أساسيان، تخسر إثارة الجولة الأخيرة من مباريات دور المجموعات المتزامنة، وتزيد من فرصة “تواطؤ” الفريقين في المباراة الأخيرة على تحديد النتيجة التي يحتاجون إليها.
وأكثر الأمثلة التي لا تُنسى عن “التواطؤ” بين فريقيّ المباراة الأخيرة، ما يسمى بـ”فضيحة خيخون”، حدث في كأس العالم 1982 في خيخون، عندما اتفقت ألمانيا الغربية والنمسا فعلياً على فوز الألمان 1-0، لأن هذه النتيجة كانت جيدة بما فيه الكفاية لكليهما للتأهل على حساب الجزائر.
ولقد تمثلت ذكريات هذه الفضيحة وغيرها من الفضائح المماثلة بوضوح للفيفا، على الرغم من أنها وافقت على شكل 16 مجموعة في ثلاثة منتخبات عندما وافقت على توسيع كأس العالم في عام 2017.
وقالت صحيفة “ذا أثليتيك”، إن رؤساء الاتحادات القارية الستة التقوا مع رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، مساء أمس الإثنين، ولم يبد أي منهم أي اعتراض على الصيغة المقترحة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الاجتماع، ومن المتوقع تأكيد رسمي في وقت لاحق يوم الثلاثاء، بعد اجتماع حيث من المتوقع أن يعطي مجلس فيفا المؤلف من 36 عضوًا الضوء الأخضر لهذه للتغييرات.
وستضيف المباريات الإضافية أيضًا أيامًا إضافية، من المحتمل أن تثير هذه المدة غضب اتحادات اللاعبين والأندية التي تشعر بالفعل بالقلق إزاء عبء المباريات الكثيرة المفروض على كبار نجوم اللعبة.
وفي حين احتفلت العديد من الدول الأعضاء الأصغر في “فيفا” بالتوسع بسبب الفرص الموسعة للتأهل التي ستوفرها، ومليارات الدولارات من العائدات المضافة التي سيسفر عنها هذا الشكل الجديد، وأعرب العديد من المعجبين والمعلقين عن مخاوفهم من أن هذه الخطوة ستقلل من جودة البطولة.
الشكل الجديد سيكون 12 مجموعة كل مجموعة تضم 4 منتخبات، سيتأهل أول فريقين من كل مجموعة وأفضل 8 ثوالث إلى الدور الثاني من كأس العالم وهذا يقلل من فرص التواطؤ بين الفرق بالجولة الأخيرة.
وقرر فيفا أيضًا أن يقتطع فترة الإعداد للبطولة من 23 يومًا للمنتخبات إلى 16 يومًا ليزيد أيام البطولة إلى 39 يومًا بدلًا من 28 كما حدث في قطر 2022.
لكن الأمر غير المحسوم في الوقت الحالي هو كيف سيتم توزيع المباريات الـ104 على البلدان الثلاث أمريكا وكندا والمكسيك في عام 2026، لأن بنظام 16 مجموعة كانت أمريكا ستنظم 60 مباراة وستحصل كندا والمكسيك على 10 لكل منهما.
وتوقع إنفانتينو أن كأس العالم 2026 ستحقق أرباحًا قياسية؛ وقد خصص “فيفا” ميزانية لإيرادات قدرها 11 مليار دولار في دورة الأربع سنوات حتى عام 2026، أي ما يقرب من 4 مليارات دولار أكثر مما حققه خلال الفترة نفسها حتى نهائيات كأس العالم في قطر.
ولم يعلق متحدث باسم “فيفا” على الصيغة المقترحة لعام 2026.
واقترح فيكتور مونتالياني، رئيس اتحاد أمريكا الشمالية، أخيرًا أن التغييرات في طور الإعداد، حيث أخبر مؤتمرًا استضافته صحيفة “فاينانشيال تايمز” الأمريكية في وقت سابق من هذا الشهر أن القضية مطروحة للنقاش.