ابعاد/متابعة
مع ظهور “تيك توك”، تساءل الكثير من الناس عن آثاره المحتملة على المجتمع، لا سيما ما يتعلق بالصحة العقلية.
ووفقا لدراسة هي الأولى من نوعها من باحثي علوم الكمبيوتر بجامعة مينيسوتا توين سيتيز، فإن تأثير “تيك توك” على الصحية العقلية للمستخدمين معقد، ويمكن أن تكون منصة وسائل التواصل الاجتماعي وخوارزميتها الفريدة بمثابة ملاذ وعائق للمستخدمين الذين يعانون من حالات عقلية.
فمن خلال المقابلات مع مستخدمي “تيك توك”، وجد فريق جامعة مينيسوتا أن المنصة زودت الكثير منهم بشعور باكتشاف الذات والمجتمع الذي لم يتمكنوا من العثور عليه في وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى. ومع ذلك، قال الباحثون إن خوارزمية “تيك توك” أظهرت أيضا ميلا مقلقا لتعريض المستخدمين مرارا وتكرارا لمحتوى يمكن أن يكون ضارا بصحتهم العقلية.
وأوضح ستيفي تشانسيلور، كبير مؤلفي الورقة البحثية والأستاذ المساعد في قسم علوم الكمبيوتر والهندسة بجامعة مينيسوتا: “يساء فهم تيك توك من قبل الأشخاص الذين لا يستخدمون المنصة. إنهم يفكرون في الأمر على أنه منصة للرقص أو المكان الذي يتم فيه تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. ويظهر بحثنا أن تيك توك يساعد الأفراد على العثور على معلومات عن المجتمع والصحة العقلية. ولكن، يجب على المستخدمين أيضا الانتباه إلى خوارزميته، وكيف تعمل، ومتى يقوم النظام بتزويدها بأشياء ضارة برفاهيتهم”.
ويختلف “تيك توك”عن منصات الوسائط الاجتماعية الأخرى من حيث أنه يتم تشغيله بشكل أساسي بواسطة خوارزمية نظام التوصية التي تعرض مقاطع الفيديو التي يعتقد أنها ستنال إعجابك في موجز صفحة For You (من أجلك)، بدلا من عرض المشاركات في الغالب من الحسابات التي تتابعها.
وقال الباحثون إنه في حين أن هذا يمكن أن يكون رائعا لعرض المزيد من المحتوى الذي يعجبك، إلا أنه قد يؤدي أيضا إلى وجود فجوة من المحتوى السلبي الذي يكاد يكون من المستحيل الهروب منه.
ووأوضحت آشلي ميلتون، المؤلفة الأولى للورقة البحثية وطالبة الدكتوراه في علوم وهندسة الكمبيوتر بجامعة مينيسوتا: “إن تيك توك عبارة عن منصة ضخمة لمحتوى الصحة العقلية. يميل الأشخاص إلى الانجذاب نحو وسائل التواصل الاجتماعي للعثور على المعلومات والأشخاص الآخرين الذين يمرون بمواقف مماثلة. وتحدّث الكثير من المشاركين لدينا عن مدى فائدة معلومات الصحة العقلية هذه. ولكن في مرحلة ما، نظرا للطريقة التي تعمل بها الصفحة الرئيسية للتطبيق، ستستمر في منحهم المزيد والمزيد من نفس المحتوى. وعندها يمكن أن يتحول من كونه مفيدا إلى كونه مزعجا ومثيرا”.
ووجد الباحثون أنه عندما يدخل المستخدمون في دوامات ضارة من المحتوى السلبي، فغالبا ما لا يكون هناك مهرب. وتتضمن واجهة “تيك توك” زر “غير مهتم”، لكن المشاركين في الدراسة قالوا إنه لم يحدث أي فرق في المحتوى الذي ظهر في الصفحات الرئيسية لحساباتهم.
وأعرب المشاركون في الدراسة أيضا عن صعوبة التمييز عندما ينشر منشئو “تيك توك” محتوى عاطفيا أو مكثفا للصحة العقلية بشكل حقيقي، أو ما إذا كانوا “يسعون وراء أهدافهم” لكسب المزيد من المتابعين والإعجابات.
وأُجبر العديد من المشاركين على أخذ فترات راحة أو على التوقف عن استخدام المنصة بالكامل بسبب الضغط الذي تتسبب فيه.
ووفقا لباحثي جامعة مينيسوتا، فإن هذا لا يعني أن “تيك توك” ضار. لكنهم قالوا إنها معلومات مفيدة يجب وضعها في الاعتبار عند استخدام المنصة، خاصة لأغراض الصحة العقلية.