ابعاد
قال موقع The Daily Beast الأمريكي، إن الشقيقة الصغرى كيم يو جونغ تتولى كثيراً من واجبات شقيقها زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، في حين تقول تقارير إن الزعيم كيم يتخلى عن حميته الغذائية وينغمس في احتساء الكحوليات ويعجز عن الحكم بصورة فعالة.
وترتدي يو جونغ مرة ثانية عباءة القيادة وتُبرز صورة الشخص الأقوى في السلالة الحاكمة، بينما يلتهم أخوها جونغ أون كميات كبيرة من الأجبان المستوردة باهظة الثمن، ويحتسي الكحوليات في الليل والنهار ولا يتوقف عن تدخين السجائر الأجنبية، وذلك وفقاً لما أفادت به تقارير استخباراتية.
صحيحٌ أن جونغ أون يحتفظ بألقابه، بوصفه الأمين العام للحزب الحاكم، ورئيس لجنة شؤون الدولة، وبالتأكيد “القائد الأعلى”، لكن يو جونغ استأنفت اضطلاعها بدورها، بوصفها “صوت السلطة” في بلد غارق في الفقر والجوع والمرض.
خلال حديثه مع موقع “ذا ديلي بيست”، قال بروس بينيت، الباحث لدى مؤسسة راند للبحوث والتطوير: “أرادت كيم يو جونغ دائماً أن تكون سياسية، وذلك وفقاً للتقارير التي تعود إلى السنوات الأولى في مراهقتها”.
وأوضح: “سمح لها أخوها بالاضطلاع بدور (الشرطي السيئ للغاية) بالنسبة لنمط (الشرطي الصارم) الخاص به. فليس هناك شرطياً جيداً هنا”. ويعتقد بينيت أن جونغ أون “يحاول أن يُكسِبَها بعض المصداقية مع جيشه، في حال أراد ترقية دورها أو احتاج إلى ذلك، وكانت حالته الصحية غير جيدة”.
يتمثل الدليل الأكثر إقناعاً على فشل كيم جونغ أون في الالتزام بالحمية الغذائية التي وصفها له الأطباء، في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الكورية الشمالية الحكومية لظهوره العلني في 16 مايو/أيار.
وتقول خدمة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية صاحبة الانتشار، وبمساعدة الذكاء الاصطناعي، إن وزنه يصل إلى 140 كيلو، بالنسبة لطوله الذي لا يتجاوز 171 سم. يعني هذا أن وزنه زاد بحوالي 23 كيلو عن الوزن الذي وصل إليه عندما اتبع حمية غذائية قبل عامين.
من جانب آخر، كان ظهور جونغ أون مع ابنته الحبيبة المراهقة كيم جو آي، في مايو/أيار الماضي لمشاهدة إطلاق قمر صناعي لديه قدرات تجسس على أعداء كوريا الشمالية؛ فرصة أخرى للزعيم الكوري الشمالي لتقديم ابنته بوصفها خليفة محتملة له على المدى الطويل.
لكن الفعالية شهدت إخفاقاً، بعد أن سقط الصاروخ الذي كان يحمل القمر الصناعي في البحر الأصفر.
وبعد ذلك، وقعت مسؤولية تغطية الشقيق الأكبر على كاهل يو جونغ لتحل محله وتنتقد الولايات المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اللذين انتقدا كوريا الشمالية بسبب جهودها الواضحة لاختبار تكنولوجيا الصواريخ طويلة المدى.
لكن الأهم من فشل الصاروخ الذي كان يحمل القمر الصناعي هو الكشف عن انهيار عزيمة جونغ أون تماماً وفشله في السيطرة على زيادة وزنه، بالإضافة إلى انغماسه في احتساء الكحوليات والتدخين.
في هذا السياق، يقول بروس بيكتول، المحلل الاستخباراتي السابق لدى وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون): “صحة أخيها تمثل مشكلة كبرى. يعاني من أمراض رجل في السبعين من عمره”.
وتقول المصادر الاستخباراتية إن الكوريين الشماليين كانوا يبحثون في الأسواق الأجنبية عن أدوية لعلاج الأرق، مما يشير إلى أن جونغ أون “يعاني من اضطرابات كبيرة في النوم”، وذلك وفقاً لتقرير لخدمة الاستخبارات الوطنية الكورية الجنوبية.
في إحاطة لأعضاء البرلمان الكوري الجنوبي، تذكر خدمة الاستخبارات الوطنية أنها “تراقب عن كثب احتمالية سقوط كيم في حلقة مفرغة من الاعتماد على مزيد من الكحول والنيكوتين، والمعاناة من الأرق المتفاقم”.
وقال التقرير إنه في حين أن بقية البلاد تغرق في الفقر والجوع، في وضعٍ يُذكِّر بالمجاعة التي تسببت في قتل مليوني شخص في تسعينيات القرن الماضي، “يستورد (الكوريون) الشماليون كميات كبيرة من السجائر الأجنبية والمقبلات عالية الجودة”.
بدورها، تجنبت يو جونغ، التي تصغر شقيقها بأربع سنوات، ذكر فشل إطلاق القمر الصناعي أثناء تبريرها حق كوريا الشمالية في إطلاق أحدها، بغض النظر عما قد يعتقده أعداء كوريا الشمالية، وهم الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وقالت في بيان تُرجم إلى الإنجليزية عن طريق وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية: “إنها حقيقة اليوم العالمية أن أكثر من 5 آلاف قمر صناعي ذات أغراض ومهام متنوعة تدور الآن حول الأرض. وفي ظل أنها حقيقة ملموسة، يواصل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في اتخاذ تحرك تمييزي فظ للاعتراض، فقط على إطلاق قمر صناعي عن طريق [جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية]”.
صحيح أن يو جونغ أصدرت تصريحات شديدة بصورة مثيرة في الماضي، لكن نوبات غضبها الأخيرة تحمل أهمية كبيرة بصورة خاصة، بالنظر إلى عجز أخيها عن ضبط حميته الغذائية وعادات احتساء الكحوليات والتدخين.
يقول إيفانز ريفير، الدبلوماسي الأمريكي الكبير المتقاعد الذي لا يزال يتابع شؤون كوريا الشمالية عن كثب، إن نمط حياة الأخ الأكبر يشير إلى أنه “ليس مُقدراً له أن يعيش حتى يصل إلى سن الشيخوخة”.
وأوضح ريفير أن يو جونغ قدمت حجة قوية لتكون ضمن قائمة الخلافة القصيرة، عندما يحين الوقت، وذلك عن طريق إظهار ولائها الشديد إلى أخيها، ومن خلال الخبرة التي اكتسبتها بعملها معه في الحزب والحكومة، ونظراً إلى أنها من سلالة جبل بايكتو، في إشارة إلى الأسطورة التي تقول إن أباها، كيم جونغ إل، ولد على منحدرات جبل بايكتو، وهو جبل مقدس يقع على الحدود الصينية.