أبعاد
وسّعت تركيا من عقوبتها السياسية والاقتصادية على محافظة السليمانية بتمديد حظر الطيران على مطارها الدولي لستة أشهر أخرى تحت ذريعة وجود نشاطات لحزب العمال الكردستاني على أرضه.
وتبرر تركيا قرارها “لاستمرار” نشاطات العمال الكردستاني في حدود السليمانية، المعقل الرئيسي للاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني. فيما يصف الحزب الحاكم في السليمانية قرار أنقرة بـ”عقوبة سياسية بسبب مواقفه القومية والوطنية تجاه القضية الكردية”.
ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني بحث في زيارته الأخيرة إلى أنقرة على هامش لقائه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان ملف الحظر التركي المفروض على السليمانية. لكن دون نتائج ايجابية.
وفي السابع من نيسان الماضي، استهدفت طائرة مسيرة قائد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” مظلوم عبدي داخل مطار السليمانية أثناء مغادرته اجتماعًا عقده مع قادة في التحالف الدولي.
عقوبة سياسية
يصف القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني غياث سورجي تمديد الحظر على مطار السليمانية بـ”عقوبة سياسية”. ويضيف في حديث صحفي تابعته “أبعاد” إن “المطارات في العراق هي من اختصاص الحكومة الاتحادية، من حيث الإدارة والعوائد المالية، وتمديد الحظر هو عقوبة سياسية، كون المطار ملتزم بكل تعليمات بغداد”.
ويقع مطار السليمانية ضمن منطقة نفوذ الاتحاد الوطني الكردستاني، بحسب سورجي الذي يرى بأن “فلسفة الاتحاد لا تنسجم مع تطلعات تركيا، بسبب توغلها وأطماعها وعدائها للشعب الكردي، وعلاقتنا الجيدة مع الأحزاب الكردية في تركيا وسوريا”.
وفي وقت سابق من اليوم، قال مدير مطار السليمانية هندرين هيوا أن قرار الحظر التركي على المطار أدى إلى خسائر كبيرة، حيث تم خفض أكثر أعداد الرحلات، بسبب استخدام الترانزيت إلى مطار الدوحة في قطر ودبي في الإمارات، بالنسبة للذين يريدون السفر إلى أوربا.
مطالبات بتدخل بغداد
من جانبه، يدعو عضو لجنة النقل والمواصلات في البرلمان العراقي عقيل الفتلاوي الحكومة الاتحادية إلى إبداء موقف إزاء تمديد الحظر التركي على مطار السليمانية. مؤكداً في حديث صحفي تابعته “أبعاد” أن “المطارات يجب أن تخضع جميعها لسلطة الطيران المدنية”.
ويتفق النائب العراقي مع سورجي بأن تمديد الحظر التركي أنه “قرار سياسي”، موضحًا “يجب أن يكون للحكومة العراقية موقف واضح تجاه تمديد الحظر”.
وكان نائب رئيس حكومة إقليم كردستان قوباد طالباني قد زار العاصمة التركية أنقرة في وقت سابق، وأجرى اجتماعات مكثفة بهدف إصلاح الأوضاع بين الاتحاد الوطني الكردستاني والحكومة التركية.
خسائر مالية
وبحسب الخبير الاقتصادي فرمان حسين، فإن تمديد الحظر التركي على مطار السليمانية ستكون له خسائر اقتصادية كبيرة. ويضيف في حديث صحفي تابعته “أبعاد” أن “القرار التركي ستكون له تبعات كبيرة، وخسائر تقدر بملايين الدولارات، كون الحظر ليس على مطارات تركيا فقط، وانما على المطارات الأوروبية، باعتبار أن تركيا تعد الممر الرئيسي إلى جميع دول أوربا”.
وأوضح أن “الخسائر المالية تجاوزت الـ 50 مليون دولار، جراء حظر الطيران التركي، وهذه كلها تؤثر على الحركة الاقتصادية والإيرادات المالية المتحققة”.
ويطالب الحكومة العراقية بموقف، عازيًا السبب إلى أن “إيرادات مطارات السليمانية ستعود إلى بغداد، وفقا لقانون الموازنة الجديد، الذي بموجبه تم تسليم النفط وعائدات المنافذ للحكومة الاتحادية”.
وتعد هذه الخسارة التي تتحملها بغداد واقليم كردستان بفعل الخلافات مع تركيا هي الثانية بعد خسائر تعليق تصدير النفط عبر تركيا.