ريان الكلداني
بسم الله والحق والوطن
قبل أن نهنئ العراق بمضي الاستحقاق الانتخابي وانتقالنا الى المرحلة الثانية من العملية السياسية التي ينبثق عنها فريق يحمل مسؤولية المرحلة المقبلة، إنها غصّة في القلب أن ننظر فنجد صفوفنا الوطنية متزعزعة بالنزاع السياسي.
وإذا كان التخندق والاصطفاف وتغذية الخلاف ورمي الزيت فوق النار مهمة سهلة على من يرغبون شق الصفوف، فإننا في بابليون نعتمد العكس تماماً. نحن نسلك الطريق السياسي الوعر، الصعب، والضروري. نمد يدنا اليسار لهذا الطرف، واليمين للطرف الآخر، لنكون الجسر.
يا إخوتي، قد مرّت علينا وعلى بلادنا سنوات عجاف، كنا فيها ما نلبث نواجه مصيبة حتى تأتينا مصيبة أخرى. ووقفنا جميعاً وقفة واحدة، ولولا وحدتنا لما تخطينا كل تلك المصائب والمصاعب.
يوم اجتاحنا الاحتلال، كنا يداً واحدة، كلنا، كل من يشق الخلاف صفوفهم اليوم، بالأمس كانوا زنداً الى زند في رد كيد الطغاة.
لنستذكر سوياً ان ما يجمعنا اكثر وأكبر مما يفرقنا.
ان صوت الحق هو واحد ولو تنوّعت وجوهه.
حين اجتاحنا الارهاب، لولا تمسكنا بوحدتنا، ووقوفنا زند الى زند، لما انتصرنا.
حيف علينا ان نترك السلم يشق صفوفنا بعدما عمدتنا دماء العراق واحد.
ما الضير والضرر في النزاع السياسي؟ ما نجده محط خلاف اليوم، قد يكون محط غنى وتنوع وتوزيع ادوار في الغد… هذا ان نحن عرفنا ما نريد وحددنا اولوياتنا.
حين انظر الى الشارع العراقي بأطيافه، بطوائفه، بتياراته، بتنوعاته، من تشرين الى التيار الى الحشد الى الفصائل… والله إني أرى عراق واحد تتماوج فيه التنوعات الفكرية والاصوات، لتقويه لا لتقصم ظهره.
لذا، ومن باب الاولويات الوطنية، اذا نظرنا الى مقام العراق بين الأمم اليوم، نجد اننا، كبلاد وكشعب وكدولة، ننهض رويداً رويداً… نتعافى خطوة خطوة… عراقنا ينفض عنه غبار الحروب والاجتياحات والديكتاتوريات، ويبنى نفسه بنفسه، ويعود قوة ارتكاز في المنطقة.
نحن الذين جمعنا المختلفين في المنطقة والقوى الاقليمية، نستطيع ان نجمع انفسنا على طاولة حوار وطني سقفها السيادة والمصلحة الوطنية.
في ظل هذا التشرذم، اقترح ان ترعى القوى العراقية الشرعية، والأحزاب الوطنية وكل شرفاء العراق، طاولة حوار عراقي-عراقي يخرجنا من انقسام الصفوف.