أبعاد
يمر سوق الطاقة العراقي حاليًا بمرحلة انتقالية كبيرة. الدولة، التي كانت تعتمد منذ فترة طويلة على الوقود الأحفوري، تحول تركيزها تدريجياً نحو مصادر الطاقة المتجددة.
هذا التحول ليس فقط استجابة للمخاوف البيئية العالمية ولكنه أيضًا خطوة استراتيجية لتنويع محفظة الطاقة في البلاد وتأمين مستقبل طاقتها، بحسب تقرير لموقع “ energyportal” البريطاني وترجمته “أبعاد”.
ولعقود من الزمان، كان الاقتصاد العراقي يعتمد بشدة على النفط. تمتلك البلاد خامس أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم ، مما يجعل الوقود الأحفوري محركًا رئيسيًا لاقتصادها.
ومع ذلك، فإن تقلب أسعار النفط العالمية والأثر البيئي لاستهلاك الوقود الأحفوري سلط الضوء على حاجة العراق لاستكشاف مصادر طاقة بديلة.
في السنوات الأخيرة، قطع العراق خطوات كبيرة في تسخير الطاقة المتجددة، وخاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يوفر الموقع الجغرافي للبلاد وفرة من ضوء الشمس والرياح ، مما يجعلها مكانًا مثاليًا لمشاريع الطاقة المتجددة.
لقد أدركت الحكومة العراقية الحالية هذه الإمكانات وعملت بنشاط على تعزيز تطوير البنية التحتية للطاقة المتجددة.
ومن أبرز الخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية في هذا الصدد إطلاق خطة العمل الوطنية للطاقة المتجددة.
وتحدد هذه الخطة الشاملة أهداف الطاقة المتجددة في البلاد والاستراتيجيات لتحقيقها.
وتهدف الخطة إلى توليد 10٪ من كهرباء العراق من مصادر متجددة بحلول عام 2028 ، بزيادة كبيرة عن المستوى الحالي الذي يقل عن 1٪.
لتحقيق هذا الهدف الطموح، شجعت الحكومة العراقية الاستثمارات المحلية والأجنبية في مشاريع الطاقة المتجددة.
كما تعمل على تحسين الإطار التنظيمي لتسهيل نمو قطاع الطاقة المتجددة.
وبدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها ، مع وجود العديد من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على نطاق واسع قيد التطوير حاليًا.
الانتقال من الوقود الأحفوري إلى الطاقة المتجددة لا يخلو من التحديات. تحتاج البنية التحتية للطاقة في العراق، والتي تم تصميمها حول الوقود الأحفوري ، إلى ترقيات كبيرة لاستيعاب الطاقة المتجددة.
وتحتاج الدولة أيضًا إلى بناء الخبرة الفنية لإدارة وصيانة أنظمة الطاقة المتجددة. علاوة على ذلك ، يتطلب الانتقال استثمارات مالية كبيرة ، والتي يمكن أن تشكل تحديًا بالنظر إلى الوضع الاقتصادي في العراق.
ومع ذلك، على الرغم من هذه التحديات ، فإن التحول نحو الطاقة المتجددة يوفر العديد من الفوائد للعراق. يمكن أن تساعد البلاد على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتخفيف آثار تغير المناخ. كما يمكن أن يخلق وظائف جديدة ويحفز النمو الاقتصادي ، مما يقلل من اعتماد العراق على عائدات النفط.