أبعاد
الاغتصاب المتسلسل الوحشي الذي مارسه امام (جامع المعلمين) في الانبار حكمت العاني بحق عدد كبير من الاطفال في دورة حفظ القرآن يعيد الذاكرة الى حادثة “قرص” الطفل من قبل علي السماوي والتي تحولت الى قضية رأي عام بفعل الماكنة الاعلامية السوداء وعويل “المدونين والناشطين المؤدجلين و “الدونية” رغم حجم الفارق الكبير بين القضيتين ، صمت مريب من قبل “دعاة” حقوق الاطفال على جريمة وحشية مقرفة تقشعر لها الابدان ، حدثت في بيت من بيوت الله وفي دورة تحفيظ القرآن وفي مرحلة عصيبة يتصدى فيها العراق واغلب البلدان الاسلامية لحملة دولية ممنهجة للحرق والاساءة الى المصحف الشريف !!! هذا الخطيب الشاذ الموظف في الوقف السني كشف لنا حجم الشذوذ والخطر الذي يمارس في بعض بيوت الله ، لاسيما في تعبئة عقول الاطفال بافكار منحرفة قد تجعل منهم قنابل موقوتة في المجتمع بسبب التغذية المستمرة لنهج الكره والحقد واسقاطات الافكار الطائفية المؤدلجة وتحريف الحقائق. المؤسسة الدينية مطالبة باعادة النظر بهذه الدورات وتدقيق ملفات الخطباء وتنقية هذه الشريحة المهمة من “الدواعش” والمتطرفين كونها معنية بتطبيق شرائع الدين الحنيف بطريقة تنشر المحبة والتسامح والتآخي. المقارنة بين القضتين لا تعني التبرير لحادثة السماوي ابدا ، وانما لتبيان المزاجية في صناعة قضايا الرأي العام مع فارق الاهمية والاثر على المجتمع ، ويجب الحذر من تبرير جريمة العاني بدواعي مذهبية وعشائرية كونها دقت جرس الانذار لاصلاح هذه المنظومة وعدم وضع خطوط حمر امام التصدي لمن يتستر برداء الخطابة وتعليم القرآن لتنفيذ مآربه الجنسية والطائفية ، وضرورة توحيد خطب الجمعة وجعلها تتركز على مواضيع الوحدة الوطنية والابتعاد عن الكراهية وتعريف الناس بالدين والوسطية ومعاقبة المخالفين وابعادهم عن المنبر. كل الشكر والعرفان للخطباء المعتدلين الذين يحبون الله والوطن بصدق ، والخزي والعار للشواذ والحاقدين والمتطرفين.