أبعاد
أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، اليوم الثلاثاء، القدرة على فرض إرادة الدستور وحماية التراب العراقي من كلّ إساءة وصيانة سيادته، فيما أشار إلى حوار يكون السبيل نحو استدامة الاستقرار لإقليم كردستان والعراق.
وقال السوداني، في كلمة له أثناء حفل تأبين الرئيس الراحل جلال طالباني، “قبل ستة أعوام رحل عنّا مناضل صلب وإنسان كبير المعنى والأثر صاحب نفس عراقية كردية معطاءة وضمير استوعب تنوّع مجتمعنا وحاجته إلى التآلف والأخوة مثل الحاجة لبناء المؤسسات الدستورية وترسيخ العراق المتعدد الديمقراطي الاتحادي”، مشيراً إلى أنه “أسهم الراحل الكبير في وضع أسس العراق الجديد الدستوري التعددي وبذل من جهده وذاته المتفانية الكثير مما نقطف ثماره اليوم”.
وأضاف، “تواصلت العملية السياسية وتوالت الانتخابات الحرّة وجرى التداول السلمي للسلطة والمسؤولية، وباتت الأجيال تتعاقب يد تسند أخرى من أجل المضي إلى الأمام”، مردفاً: “كلّ هذا حصل بفعل تضحيات لا نظير لها قدّمتها أجيال من المناضلين والمجاهدين العراقيين ومواقف مشرّفة وطنية ناصعة ركن إليها رجال من عيّنة مام جلال في منعطفات تاريخية صعبة من مسيرة شعبنا العراقيّ”.
وتابع: “حرص الراحل الكبير على غرس لغة الحوار بين أبناء البيت العراقي بجميع وجهاته وأنْ تزدان كلّ الخلافات مهما كثرت تفاصيلها بوافر من إرادة الإصغاء لبعضنا البعض والاعتصام بحبل الأخوّة”.
وأشار السوداني، إلى أنه “على ثقة بأنّ كلّ المشاكل التي قد تظهر بين ثنايا الظروف والتحديات الراهنة التي يواجهها إقليم كردستان العراق مثلما تواجهها باقي أنحاء بلادنا من الممكن حلّها عبر روح التسامي والعمل على تغليب مصلحة شعبنا”، معتبراً أن “الحوار الذي ندعو له دائما هو السبيل نحو استدامة الاستقرار الذي نريده للإقليم والذي ينعكس بالضرورة على استقرار العراق”.
وشدد بالقول: “قادرون بكل تأكيد، على فرض إرادة الدستور وحماية التراب العراقي من كلّ إساءة وصيانة سيادته التزاماً وطنياً مسؤولاً لا نحيد عنه”، رافضاً في الوقت نفسه “المساس بسيادة الدول الأخرى أو الاعتداء عليها انطلاقاً من أراضينا نجدد التأكيد على مد اليد لجميع الأشقاء والأصدقاء لإقامة أفضل العلاقات”.
وأتم السوداني، “إننا في هذه الحكومة التي تقترب من إكمال عامها الأول نؤمن بعلاقات خارجية مبنية على التواصل مع الأمم باختلاف آفاقها انطلاقاً من مصالحنا الوطنية العليا”، مستدركاً: “هذه الرؤية تتكامل مع خططنا المدروسة التي ترتكز على أولويات رسمناها ووضعناها انسجاماً مع تطلعات شعبنا الذي يستحق العمل ليل نهار من أجل أنْ يتلمّس التغيير الذي ينشده في ميادين الخدمات والإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد”.