أبعاد
وصفت صحيفة ذا ايكونمست البريطانية اليوم الاربعاء، عمليات الجيش الإسرائيلي لاقتحام واحتلال قطاع غزة، بانها ستعرضهم لـ”صدمة اكبر من تلك التي تعرضت لها القوات الامريكية في الفلوجة”، بحسب تعبيرها.
وأوضحت الصحيفة في تقرير ترجمته “بغداد اليوم”، ان “مجموعة عوامل متعددة ومن أهمها استمرار حماس بالسيطرة على قطاع غزة لمدة سبعة عشر عاما وبنائها شبكة من الدفاعات القوية، بالإضافة الى عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على القتال داخل المدن، ستؤدي الى “كارثة” بالنظر الى ما حصل في الفلوجة والموصل بعدها، والتي قالت ان تنظيم داعش الإرهابي لم يتمكن من السيطرة عليها وبناء الدفاعات الا لعامين فقط.
وتابعت أنه “بالنظر الى الدروس السابقة في عمليات الفلوجة والموصل، فان غزة ستكون صدمة اكبر بالنسبة للقوات الإسرائيلية مما واجهته الولايات المتحدة في الفلوجة والتحالف الدولي والقوات العراقية في الموصل”، موضحة “الدور الاستخباراتي الكبير للمواطنين كان له اثرا في تحقيق النصر على تنظيم داعش الإرهابي، حيث وفر سكان مدينة الموصل معلومات استخباراتية قيمة للقوات العراقية خلال عملياتها، الامر الذي لا يتوفر للقوات الإسرائيلية في غزة“.
المساعي الإسرائيلية لاقتحام القطاع واحتلاله، اقترنت بتحذيرات صدرت عن المختصين، السياسيين والمجتمع الدولي، من مغبة وقوع إسرائيل في “مستنقع اسوأ من الذي تعرضت له القوات الامريكية في العراق”، في إشارة الى المصطلح الذي استخدمته الإدارة الامريكية لوصف تورط قواتها في العراق بعد 2003.
الصحيفة اشارت الى ان حركة حماس باتت “تمتلك الأفضلية” في القتال على الأرض بعد نفاذ الأهداف التي يمكن للقوات الجوية الإسرائيلية اصابتها، وتغير تكتيك حماس نحو “التحرك الديناميكي بالاعتماد على شبكة الدفاعات التي شيدتها داخل القطاع”، مشددة على ان عمليات إسرائيل في غزة وعلى العكس من تلك في الموصل والفلوجة ستؤدي الى “خسائر بشرية هائلة” بالنظر الى الأسلوب الذي تعتمده القوات الإسرائيلية حاليا في تنفيذ عملياتها واستهدافها للمناطق المدنية بشكل مستمر.
الباحث في جامعة اكستير الدكتور انتوني كينغ، صرح للصحيفة “على العكس من العمليات العسكرية في الموصل، والتي كان السكان المحليين يساعدون فيها القوات الرسمية لتحريرهم من داعش، فان القوات الإسرائيلية لا تملك ذات العلاقة مع سكان قطاع غزة، الامر الذي سيجعل حصولها على المعلومات الاستخباراتية الضرورية لتحريك قواتها على الأرض امر شبه مستحيل“.
تصريحات كينغ اكدت ان القوات الإسرائيلية ستدخل قطاع غزة دون معلومات استخباراتية، وتحاول السيطرة عليها من خلال محاولة اجبار مقاتلي حماس على الخروج، الامر الذي لا يمكن تحقيقه بالنظر الى ان المبادرة ستكون بيد مقاتلي حماس المعتمدين على شبكة من الانفاق والدفاعات التي تمكنهم من مهاجمة القوات الإسرائيلية بشروطهم.
ذا ايكونمست اشارت أيضا الى الضغط السياسي والدبلوماسي الذي ستتعرض له إسرائيل في حال اجتياح القطاع نتيجة للعدد الكبير للضحايا المدنيين المتوقع ان يزداد الى اضعاف نتيجة للحراك الإسرائيلي، الامر الذي سيؤدي الى نتائج سلبية من بينها “تراجع” الدعم الدولي الذي تحظى به حكومة تل ابيب، وزيادة اصرار الفلسطينيين على مقاومة القوات الإسرائيلية.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتأكيد على ان الجهود الاستخبارات الإسرائيلية قد تعرضت الى “فشل ذريع” مسبقا بعد فشلها بتوقع هجوم تنظيم حماس في السابع من أكتوبر الماضي، مرجحة بان المؤشرات تبين بان القوات الإسرائيلية الى القطاع سيكون اشبه بدخولها بشكل اعمى الى منطقة معادية.