منذ وصول الكاظمي بالقطار … يبدو أداء الأحزاب الشيعية ماض نحو تحسن نسبي
إبتعادهم القسري عن المواقع التنفيذية المهمة للمرة الأولى بعد ١٧ عاما ، وجلوسهم على دكة الإحتياط منحهم فرصةً لالتقاط الأنفاس.
الآن وهم في موقع المعارضة أفضل حالا مما كانوا في موقع الحكم والإدارة.
عليهم أن ينظروا نحو إيجابيات وضعهم الراهن
فهذه فرصة تأريخية لإعادة النظر في الأخطاء السابقة ، وإجراء مراجعة جادة لمسيرتهم بالحكم ، وتحليل إخفاقاتها والوقوف على مواطن الخلل الحقيقية
- سواء منها ما كان في بنيتهم العقائدية ،
- أم في سلوكهم وأداءهم – والذي شهد إنحداراً أخلاقيا كبيراً ، وأشّر إلى مواطن ضعف بنيوية عقائدية – فضلا عن المواطن التقليدية الموجودة بالنفس البشرية.
-والحال أن بعض الإسلاميين كان مؤملاً أن يكونوا أشد حصانة في مواجهة إغراءات السلطة ، وأكثر حرصا على سمعة الإسلام والتراث الرسالي – والتي لوثوها للأسف.
هذه المحاكمة للذات ليست ترفاً تنظيرياً .
لابد من فتح حوارات موسعة داخل صفوفهم ، وإحالة الفاشلين ومسببي الإخفاق إلى المحاكم الحزبية ، ومعاقبة الفاسدين بقسوة.
كما ان بعض الكيانات التي إنشطرت حديثا تحتاج إلى أكثر من ثورة تصحيحية ، هي بحاجة الى إنقلاب من الداخل للإطاحة برأسها الذي إنتقل من الفشل إلى التخبط الى الضياع.
عليهم ان يكونوا اكثر جدية في التعامل مع الواقع السياسي الجديد .
لحد الآن لم نسمع بأي حراك تصحيحي جاد على مستوى الأحزاب الشيعية .
- ربما السبب في مكابرة الرؤوس الكبيرة وإصرارها أنها لم تفشل !
- أو ربما السبب هو حالة الذهول التي أصابتهم منذ الإطاحة بهم
عليهم أن لا يتوهموا إنهم سيكونون البديل الجاهز بعد سقوط الكاظمي (او ربما تصفيته من قبل الأمريكان إذا ما إستنفذوا غرضهم منه وفشٍل في أداء المرحلة الأولى من المخطط الذي أُعِدَّ له) .
نعم – مواقفكم الوطنية منذ جلسة السيادة وإنتقالكم للمعارضة قد خفف من إحتقان الشارع ضدكم .
لكنكم لا زلتم بعيدين أشواطا عن حلم العودة للحكم ما لم تحاكموا أنفسكم أولاً.