ابعاد
أفادت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد الماضي، أن روسيا أعادت على الأرجح نشر العديد من أنظمتها الصاروخية الشهيرة من طراز S-400 من مقاطعة (كالينينغراد) إلى خط المواجهة العسكرية مع أوكرانيا، بحسب تقرير لموقع “بزنس إنسايدر” الأمريكي.
وفي مؤشر على أن الكرملين جازف بالفعل بقدراته الدفاعية الجوية، وزج بها على طول الحدود مع حلف الناتو على أمل تعويض الخسائر التي مني بها في أوكرانيا، تشير الأنباء إلى تدمير القوات الأوكرانية ثلاثًا من منظومات (S-400) الدفاعية.
وكان تقرير استخباري محدّث صادر عن وزارة الدفاع البريطانية، أشار إلى حركات نقل جوي روسية استثنائية وغير اعتيادية خلال شهر تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، تدل على أن موسكو نقلت بالفعل منظومة (S-400) الصاروخية من “كالينينغراد ” لتعويض خسائرها الأخيرة على الجبهة الأوكرانية.
وتطل مقاطعة “كالينينغراد” الروسية على بحر البلطيق، وتقع في قلب دول حلف الشمال الأطلسي (الناتو) بين ليتوانيا شمالا وشرقا، وبولندا جنوبا، بينما تحدها من الغرب الدنمارك، ولا تربطها بروسيا أي حدود برية.
واعتبرت وزارة الدفاع البريطانية تحريك أنظمة S-400s الصاروخية من “كاليننغراد” أمرا مهما جدا، لا سيما وأن روسيا تعتبر “كالينينغراد” من المناطق الإستراتيجية المهمة والحساسة من النواحي العسكرية والجغرافية والسياسية، خاصة بعد تصاعد التوتر مع دول حلف الناتو.
وأضافت أن استعداد روسيا لسحب أصولها ومقدراتها الدفاعية من كالينينغراد، يظهر الإنهاك المفرط الذي أصاب قدرات موسكو العسكرية من جراء الحرب.
وأنظمة صواريخ S-400، التي يطلق عليها أيضا اسم SA-21s، هي أنظمة صواريخ (أرض-جو) بعيدة المدى مصممة لتدمير الطائرات والصواريخ. وتشتمل في العادة على رادارات، ومركز قيادة متنقل، ومنصات لإطلاق الصواريخ.
وروجت روسيا لأنظمة S-400 كمنافس تكنولوجي لمنظومة باتريوت الصاروخية الأمريكية، ويعتقد أن سعر المنظومة الواحدة منها قد يصل إلى 500 مليون دولار.
وكانت وزارة الدفاع الروسية توقعت في التاسع من نوفمبر الجاري، حاجة روسيا للبدء بنقل أنظمة S-400 على طول حدودها لتعويض خسائر الدفاع الجوي التي منيت بها من جراء الضربات الجوية الأخيرة في أوكرانيا.
وأضافت الوزارة أن الضربات الجوية الأخيرة تظهر أن نظام الدفاع الجوي المتكامل الروسي يعاني ويكافح كثيرا في تصديه للأسلحة الحديثة التي تم نقلها إلى أوكرانيا. فقد منحت الولايات المتحدة كييف ما يقارب من 20 صاروخا من منظومة الصواريخ الباليستية التكتيكية أرض-أرض بعيدة المدى المسماة “أتاكمز”، بينما أرسلت المملكة المتحدة وفرنسا صواريخ كروز طويلة المدى من طرازي (ستورم شادو) و(سكالب).