أبعاد
أكد محمد عفيف المستشار الإعلامي لحزب الله اللبناني، اليوم الجمعة، أن لبنان حاليا والجنوب اللبناني على وجه التحديد في حالة حرب، مبينا أن الحزب لم يستخدم حتى الآن أكثر من 5 بالمئة من قوته.
وقال عفيف في تصريحات تابعتها “أبعاد”، إنه “لا أشك أن وضع لبنان اقتصاديا كان سيئا جدا قبل الحرب على غزة لأسباب عديدة.. معروف موضوع انهيار العملة والقطاع المصرفي وزيادة الدين العام”.
وأضاف “أننا كدنا أن نبدأ ببوادر انتعاش الاقتصادي الصيف الماضي مع وصول عدد كبير من المصطافين اللبنانيين، وقيام المصرف المركزي بإجراءات إدارية لضبط التفلت في أسواق المال، كان ذلك يمكن أن يشكل بداية حسنة لإعادة إصلاح الوضع الاقتصادي السيء وخاصة في غياب السلطة الحقيقة المتمثلة بانتخاب رئيس جمهورية ووجوب حكومة أصيلة”.
وأوضح أنه “في الأصل الوضع لم يكن على ما يرام ثم جاء العدوان الإسرائيلي على غزة، لكي يؤثر ليس على اقتصاد لبنان بل على اقتصاديات كل المنطقة. فهو أحدث شللا في منظومة التجارة الدولية في المنطقة وأثر على الكيان الإسرائيلي وعلى لبنان بالطبع فهو بشكل أو بآخر في حال حرب مع العدو”.
وشدد على أن “التأثير المباشر للحرب على القطاع الاقتصادي لا يزال تحت السيطرة، أي لم يتأثر سلبا أكثر مما هو متوقع.. أثر على القطاع السياحي في طبيعة الحال لكن سائر المرافق الاقتصادية تسير تقريبا بشكل طبيعي لأنه حتى الآن المواجهات منحصرة في الجنوب”.
ورأى عفيف أن “آثار الحرب على الاقتصاد الإسرائيلي أكثر بكثير مما هو انعكاسها على دول الجوار سواء الأردن أو مصر أو لبنان”، مبينا أنه “من الناحية السياسية كان هناك تعقيدات كبيرة تحول دون انتخاب رئيس للجمهورية ودون الوصول إلى حكومة أصيلة قادرة على القيام بواجباتها السياسية والإدارية”.
وقال إنه “من شأن الحرب في فلسطين أن تجعل الأولوية والاهتمام في المستوى المحلي إلى الجنوب، وإلى مواجهة الاحتلال وتداعياته وآثاره، فتباطأت الحركة السياسية المتعلقة بانتخاب رئيس، لأن التركيز ينصب على مواجهة الاحتلال، وهذا أثر سلبا على الحركة السياسية في داخل لبنان”.
وأكد “أننا الآن في الحرب، ما يحصل في الجنوب حرب حقيقة، ولكن لا نستخدم كل القوة التي لدينا، حتى حماس ولا أحد يستخدم كل قوته في الحرب دفعة واحدة، ونحن لم نستخدم أكثر من 5 بالمئة من قوتنا”.
وتابع المستشار الإعلامي لحزب الله “نحن في حالة حرب، الجيش الإسرائيلي يتعرض لضربات ونحن نتعرض للقصف وهناك مهرجون من الجنوب، و120 ألف مستوطن نزحوا من الشمال، والقبة الحديدة 7 منظمات تعمل في الشمال، ومنظمتين فقط في غزة و3 في إيلات و3 في الضفة.. الجيش الإسرائيلي في حالة حرب ونحن كذلك”، مبينا أن الحرب حاليا ليست حربا شاملة ولكنها حقيقية تجري بين المقاومة والجيش الإسرائيلي”.
وردا على سؤال حول “متى تزداد وتيرة الحرب”، أفاد عفيف بأن “الأمين العام للحزب حسن نصرالله حدد عنصرين، الأولى تقديره للموقف في غزة والثاني أن يقوم الجيش الإسرائيلي بعدوان”، مشيرا إلى أنه “بالنسبة للنقطة الأولى نحن على تواصل يومي بقيادة المقاومة في غزة ونعرف وضعهم وإمكاناتهم وحاجاتهم، النقطة الثانية حتى الآن العدو لم يتجرأ على توسعة نطاق الحرب ولا أظنه يتجرأ لأنه يعلم قوة المقاومة وردة فعلها. ونحن لا نزال نحافظ على هذه الوتيرة من الحرب التي نسميها حرب الإسناد والتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة”.
وعما إذا كانت عملية “طوفان الأقصى” ناجحة، أشار إلى أن “كل قادة المنطقة يعتبرون أنها دخلت عميقا في الوعي الإسرائيلي، لم يعد لدى أي إسرائيلي شك أن أي فصيل فلسطيني قادر على تكرار العملية، في لحظة كانوا يشعرون بالأمان ويعتبرون أن غزة محاصرة جزئيا منذ 2008 وكليا منذ 2014، ومع هذا حصلت العملية. فإذا آثارها الاستراتيجية جدا مهمة على مستوى العقل والتفكير، وروح الإيمان بوجود إسرائيل بأنها بلدهم وجيشهم قادر على حمايتهم”.
ولفت إلى أن “كل هذه المفاهيم ضربت ونصف مليون إسرائيلي غادروا، لم يعد هناك إيمان في إسرائيل، اهتز الإيمان بقدرة الجيش على الردع وبالسياسيين الإسرائيليين.. إذا آثارها عميقة جدا على الوعي الإسرائيلي”.
وأضاف: “إذا غزة المحاصرة قادرة على أن تفعل ذلك فما بالك بالمقاومة في لبنان أو إذا تحركت الضفة أو حصل تحرك على المستوى العالمي والإسلامي.. نتائجها لا تخفى على أحد رغم ردة الفعل الإسرائيلية، العملية ناجحة وإذا نجحت في تحقيق هدفها بإخراج السجناء، فحتما ناجحة”، لافتا إلى أن “الإسرائيليين في حرب تموز 2006 وضعوا هدف هو ضرب حزب الله وإخراج الرهائن دون قيد أو شرط، ومع حماس كرروا هذه الشروط.. في المرة الأولى لم يستطيعوا هدف ضرب حزب الله أو تحرير الأسيرين”.
وتابع قائلا: “الآن بعد 60 يوما، لم تتحقق أهداف الحرب وهي سحق حماس، وحتى الآن لم يتحرر الأسرى الإٍرئايليون إلا بالتبادل.. إذا إسرائيل لم تحقق أهدافها. الهدف الوحيد الذي تحقق هو الدمار وقتل المدنيين وهذا سيكون له انعكاس كبير على صورة إسرائيل في العالم وعلى كل الحياة السياسية. أي عملية تحتاج إلى نتائج سياسية، بالنسبة لإسرائيل هي حتى الآن صفر.. بميزان اليوم النتائج السياسية للعملية العسكرية صفر”.
وعن دور روسيا في حل الصراع، أشار الحاج عفيف إلى أن “روسيا الآن منشغلة في حرب أوكرانيا.. لكن مواقفها السياسية المؤيدة للشعب الفلسطيني مواقف طيبة جدا، استمعنا إلى تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجي سيرغي لافروف ومسؤولين آخرين يدينون العدوان ويدعون إلى تجنب التصعيد في الشرق الأوسط، ونحن دائما كنا نطالب روسيا بأن يكون لها دور أكبر في قضية الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي”.
ورأى أن “الولايات المتحدة هي من تحرك الحرب والتسوية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وليس هناك مساحة للآخرين. وبالتالي دور دول كثيرة مؤثرة على المستوى الدولي روسيا أو الصين أو المجموعات الإقليمية مثل الجامعة العربية أو الأمم المتحدة أدوارها هامشية، لأن الولايات المتحدة تدير القرار الإسرائيلي وتدير الموضوع على المستوى السياسي”.
وأكد “أننا كنا نأمل أن يكون لروسيا دور أكبر في محاول وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات وفي مجلس الأمن بقوة وفعالية.. نرغب في ذلك لكنه لم يحصل، ونحن قدر موقف روسيا تقديرا عاليا”، مشددا على أن “روسيا دولة عظمة بغض النظر عن أي شيء آخر.. أيا يكن الحصار على روسيا هي تبقى دولة عظمة في التاريخ والحاضر بغض النظر عن دورها الفعلي في ملفات كثيرة، وكما يقول الرئيس (السوري الراحل) حافظ الأسد: “سيأتي الوقت الذي تنتهي فيه الأحادية، ونذهب إلى عالم ثنائي أو متعدد الأقطاب”.