أبعاد
شهدت منطقة غرب باكستان تصعيداً خطيراً بين باكستان وإيران، جراء قيام إيران باستهداف إقليم بلوشستان، إذ استهدفت يوم الثلاثاء 16 يناير/كانون الثاني 2024، منظمة جيش العدل الانفصالي ذي المرجعية الإسلامية السنّية، ويدعو التنظيم إلى وحدة الشعب البلوشي واستقلاله عن إيران وباكستان وأفغانستان.
سحبت باكستان سفيرها من إيران وأغلقت الحدود معها، وعززت قوات عسكرية، فيما يبدو، إمكانية نزاع بين البلدين، إذ اعتبرت باكستان قصف جيش العدل اختراقاً لأعمال السيادة الوطنية. وقد قامت بالرد باستهداف جيش تحرير بلوشستان ذي المرجعية اليسارية المدعوم هندياً، داخل إيران دون إخطارها كما كان التنسيق بينهم في مواجهة التمرد البلوشي على حدود البلدين.
لباكستان وإيران تاريخ طويل في الصراع مع البلوش، إذ تستوطن عرقية البلوش إيران وأفغانستان وباكستان بصورة أساسية.
ولمنطقة البلوش تاريخ من الصراع والتهميش، إذ تطل على الخليج العربي وبحر عمان، وقد خضع الجزء الساحلي من الإقليم لحكم البوسعيديين في مسقط، إذ تعتبر مكران وجوادر جزءاً أساسياً من أمن الملاحة في الخليج.
من هم سكان بلوشستان؟
يسكن الإقليم عرقية البلوش، وهم مسلمون سنّة، وتنتشر العرقية غرب باكستان وجنوب غرب أفغانستان وشرق إيران، يعتبر التواجد الأكبر لهم في باكستان، غير معروف عددهم على وجه التحديد، إلا أن عددهم يتجاوز تقريباً 7 ملايين نسمة، يتواجد في إقليم بلوشستان 50% من عرقية البلوش الباكستانيين، و40% من بلوش متواجدين في إقليم السند.
أما إيران، ويتراوح عدد البلوش فيها بين 2.6 و3 ملايين نسمة، وفي أفغانستان يتجاوز 600 ألف نسمة، أما سلطنة عمان ويشكلون 300 ألف نسمة، والإمارات العربية ما يقرب من 100 ألف نسمة.
يعتقد أن تسمية البلوش جاءت من عرقية “بالاشيك” التي كانت تعيش بين بحر قزوين وبحيرة فان في تركيا، وانتقلوا جنوباً في عهد الدولة الساسانية 226-651م، يعتقد آخرون أن تسميتهم جاءت من اللغة السنسكريتية من مقطعين، الأول يعني القوة، والثاني يعني العلو والرفعة.