أكد محافظ كركوك راكان الجبوري، اليوم الخميس، أن أحد معوقات عودة النازحين إلى المحافظة هو كثرة الألغام في مناطق سكناهم، وفيما أشار إلى أن المخلفات الحربية تتسبب بسقوط ضحايا بشكل يومي، أكد أن جهود إزالتها معقدة فنياً وعملياتياً وعلمياً.
وقال الجبوري، خلال المؤتمر الدولي للمانحين في الاعمال المتعلقة بالألغام في العراق، إن “المؤتمر هو خطوة للتطرق إلى موضوع حساس ومؤذٍ تظهر ضحاياه يومياً نتيجة التلوث بالألغام ومخلفات الحرب، لكن لخصوصية كركوك نوضح أن طول فترة القتال بين القوات الأمنية وعصابات داعش الإرهابية أدى الى تزايد خطر الألغام، كما أن ثبات خط التماس كان أحد العوامل الاساسية التي أدت إلى تلوث تلك المنطقة بالألغام”.
وأضاف، أن “خط التماس منذ 3 سنوات لم يتحرك وتم زرعه بالألغام وعندما تم تحرير تلك المناطق بقي هذا التلوث بشكل كبير”، لافتاً إلى أن “كركوك لها خصوصية وهي وجود 138 قرية هدمت بالكامل 100% وتم توثيق ذلك حكومياً ودولياً وأممياً ومعظم هذه الدور تم تدميرها بتفجير العبوات وبقيت فيها عبوات أخرى كثيرة وذخائر متنوعة وسنزود المنظمات الدولية بذلك عبر وزارة البيئة”.
ولفت إلى أن “أحد المعوقات التي تفرضها الألغام هو عدم القدرة على إعادة النازحين لكثرة العبوات والألغام في تلك المنطقة ولدينا أكثر من 40 ألف نازح من هذه المناطق لا يمكنهم العودة لأنها مهدمة لا مأوى فيها ولا خدمات وملوثة بالمخلفات الحربية وبشكل شبه يومي تسقط ضحايا من الأطفال أو المزارعين أو القوات الأمنية التي تتعرض شهرياً إلى هجوم بعبوتين أو أكثر من المخلفات المزروعة خلال فترة الحرب ضد الارهاب”.
وأوضح، أن “كل ذلك لم يقابل بالجهد الكامل لإزالة وتطهير المناطق من خطر الألغام، وجهد المنظمات الدولية كان خجولاً وصغيراً ومتقطعاً ولذلك لا نجد اليوم هناك فعالية”، مبيناً أن “أحد مقترحاتنا أن تتضمن موازنة 2022 نصاً ورقماً لكل محافظة حسب احصائيات وزارة البيئة ومسوحاتها، علماً أن الاهالي في كركوك يستعينون بخبرات الجيش السابق مقابل مبالغ مالية يدفعونها إلى متبرعين لإزالة الألغام وحتى هنا فقد هؤلاء حياتهم وأعضاءهم بسبب هذه العمليات وحتى الشخص النازح يسلك جميع السبل للعودة الى دياره وأرضه الزراعية وعند عودته يواجه الخطر نفسه”.
وتابع، أن “جهود إزالة الألغام معقدة فنياً وعملياتياً وعلمياً وتطهير أي منطقة يستغرق جهداً ووقتاً كبيرين والمواطن لا يعي حجم المخاطر والتحديات التي تواجهها فرق إزالة الألغام وتتعرض لها بل يريد من الحكومة المحلية والدولة منطقة آمنة يعود إليها ومن حقه ذلك وعليه يعود بنصب خيمة وقتية أمام داره المهدمة وبعد 3 أشهر يعود نازحاً مرة أخرى بسبب مخاطر الألغام”.
وأكد، أن “المنظمات والوكالات الدولية عملت بجد لكن ليس بمستوى الحدث وهناك شريط بطول أكثر من 70 كيلومترا وعرض 5-10 كيلومترات هي منطقة خط التماس بين القوات الامنية وعصابات داعش تعد الأخطر والأكثر زرعاً للعبوات ومخلفات الحروب”، داعياً المانحين والحكومة والجهات جميعها إلى “تقديم المساعدة”.
وأردف بالقول: “عندما كنا نعبد طرق إلى المدارس أو نرفع الأنقاض لفتح الطرق تتعرض الآليات لتفجير العبوات الناسفة والألغام المزروعة”.
وأكد المكلف بإدارة وزارة البيئة جاسم الفلاحي، في وقت سابق اليوم الخميس، أن العراق مصنف ضمن أكثر الدول في العالم تلوثاً بالألغام، وفيما أشار إلى أن أعداد ضحاياها تزداد يومياً، أكد أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وجه بتخصيص موازنة لبرنامج شؤون الالغام.