حذرت بعثة الأمم المتحدة في العراق “يونامي”، اليوم الخميس، من “قنابل موقوتة”، قد تؤثر على الوضع في البلاد من خلال حدوده الغربية.
وقالت الممثلة الأممية جنين بلاسخارت في إحاطتها أمام مجلس الامن الدولي، إن “المخيمات والسجون وراء الحدود تؤوي الكثير من العراقيين، في شمال شرق سوريا على وجه التحديد، ولعلنا جميعاً تابعنا الأحداث الأخيرة عن كثب، الأحداث التي جعلت المخاطر المرتبطة بهذه الكارثة بطيئة الحركة واضحة مرة أخرى”.
وأضافت بلاسخارت “يشكل الوضع في هذه المخيمات والسجون تحديات غير مسبوقة تحمل آثاراً على المنطقة وما وراءها، فهي بمثابة قنابل موقوتة”.
وتابعت بلاسخارت “على مدى السنوات الثلاث الماضية، لقد سمعتموني أؤكد أن التركة التي خلفها اقتتال الأمس يمكن أن تتحول بسهولة إلى حرب الغد، وأننا لا ينبغي أن ننتظر الأطفال الصغار حتى يبلغوا سن الرشد في مخيم مثل مخيم الهول”.
وأشارت إلى أن “هؤلاء الأطفال، الذين يعيشون ظروفاً قاسية، لم يرغبوا مطلقاً بأن يكونوا جزءاً من هذه الفوضى. بيد أنهم وجدوا أنفسهم مسلوبي الحقوق. ويجد هؤلاء الأطفال أنفسهم عرضة للتجنيد القسري والتطرف العنيف”.
وتابعت أيضاً “بطبيعة الحال، أدرك أن عدداً من الدول قد اضطلعت بمسؤولياتها من خلال إعادة الأطفال، وفي بعض الحالات، عدداً محدوداً من النساء كذلك. ولا يسعني إلا أن آمل أن تحذو الدول الأخرى حذوها قريباً – بشجاعةٍ وعزم. وكما أثبت عدد متزايد من البلدان: يمكن أن يتم ذلك بنجاح”.
وأوضحت الممثلة الأممية أن “هذه الحالة الراهنة ليست مستدامة. وإبقاء الناس إلى أجل غير مسمى في ظل ظروف مقيدة وسيئة في تلك المخيمات يؤدي في نهاية المطاف إلى مخاطر على مستوى الحماية والأمن أكثر من إعادتهم بطريقة منضبطة”.
ومضت قائلة “في الوقت ذاته، أبدى العراق شجاعةً، إذ تم إعادة قرابة 450 أسرة، أو ما يقارب 1,800 شخص إلى العراق حتى الآن. وبينما لا يزال آلاف العراقيين في تلك المخيمات، تدرك السلطات العراقية أنه لا يمكنها أن تتوقف عند هذا الحد”.
وقالت بلاسخارت “وبالتعريج من موضوع مخيم الهول إلى مقاتلي تنظيم داعش المشتبه بهم الموجودين حالياً قيد الاحتجاز في مناطق شمال شرق سوريا. مرة أخرى، هذا الوضع غير مستدام”.
وأضافت “علاوة على ذلك، وكما هو الحال بالنسبة إلى مخيم مثل مخيم الهول، فهذه المنشآت تؤجج مشاعر الاستياء وكذلك تلهم الإرهابيين: من القيام بعمليات الهروب من السجون إلى شن هجمات واسعة النطاق، مثلما شاهدنا.”
وكذلك، “حقيقة أن بعض المقاتلين (وأفراد أُسرِهِم المرتبطين بهم) تمكنوا من الهرب، تشير إلى أنه سيكون من الأفضل التحكم في الموقف وإدارة عمليات العودة، بدلاً من المجازفة بفقدان أثرهم وهم يتسللون – دون أن يتم اكتشافهم – إلى أي بلد”.
ولفتت إلى “هنا أيضا يستحق العراق الثناء. فلم تبدأ الحكومة العراقية في إعادة العائلات العراقية في مخيّم الهول إلى الوطن فحسب، بل بدأت أيضاً في إعادة مقاتلي داعش العراقيين”.
وأكدت بلاسخارت أنه “من أجل مصلحة الجميع، فإن الحجة الأمنية النهائية (مقابل الحجة السياسية قصيرة المدى) تتمثّل بالإقرار بأن استمرار الوضع الراهن هو الخيار الأكثر خطورة”.
وختمت الحديث عن هذا الملف بالقول “من أجل تهدئة المظالم المتفاقمة، ومنع ظهور صراعات جديدة، ونزع فتيل القنابل الموقوتة: من المهم التدارك والتخفيف ومن المهم التعجيل في التعامل مع الأمور وإنجازها”.